وعاده، فرده النوري، ثم اعتل الجنيد بعد ذلك، فدخل عليه النوري عائدا فقعد عند رأسه، ووضع يده على جبهته فعوفي من ساعته، فقال النوري للجنيد: إذا عدت إخوانك فارفقهم بمثل هذا البر.
أخبرني عبد الصمد بن محمد الخطيب، قال: حدثنا الحسن بن الحسين الهمذاني، قال: سمعت جعفرا الخلدي يقول: سمعت الجنيد يقول: سمعت النوري يقول: كنت بالرقة، فجاءني المريدون الذين كانوا بها وقالوا: نخرج ونصطاد السمك، فقالوا لي: يا أبا الحسين هات مع عبادتك واجتهادك، وما أنت عليه من الاجتهاد سمكة يكون فيها ثلاثة أرطال لا تزيد ولا تنقص، فقلت لمولاي: إن لم تخرج لي الساعة سمكة فيها ما قد ذكروا لأرمين بنفسي في الفرات، فأخرجت سمكة فوزنتها، فإذا فيها ثلاثة أرطال لا زيادة ولا نقصان، قال الجنيد: فقلت له: يا أبا الحسين لو لم تخرج كنت ترمي بنفسك، قال: نعم.
حدثنا عبد العزيز علي، قال: سمعت علي بن عبد الله بن جهضم يقول: حدثني عمر النجار، قال: دخل أبو الحسين النوري إلى الماء يغتسل، فجاء لص فأخذ ثيابه، فخرج من الماء فلم يجد ثيابه، فرجع إلى الماء، فلم يكن إلا قليل حتى جاء اللص معه ثيابه، فوضعها مكانها، وقد جفت يده اليمنى، فخرج أبو الحسين من الماء ولبس ثيابه، وقال: سيدي قد رد علي ثيابي رد عليه يده، فرد الله عليه يده، ومضى.
أخبرنا رضوان بن محمد بن الحسن الدينوري، قال: سمعت معروف بن