عيسى بن محمد الطوماري يقول: دخلنا على إبراهيم الحربي وهو مريض، وقد كان يحمل ماؤه إلى الطبيب، وكان يجيء إليه فيعالجه، فجاءت الجارية وردت الماء، وقالت: مات الطبيب، فبكى، ثم أنشأ يقول:
إذا مات المعالج من سقام فيوشك للمعالج أن يموتا حدثني الحسن بن أبي الطيب، قال: حدثنا عمر بن أحمد الواعظ، قال: حدثنا علي بن الحسن البزاز، قال: سمعت إبراهيم بن إسحاق الحربي يقول: وقد دخل عليه قوم يعودونه، فقالوا: كيف تجدك يا أبا إسحاق، قال: أجدني كما قال الشاعر [من الخفيف]:
دب في البلاء سفلا وعلوا وأجدني أذوب عضوا فعضوا بليت جدتي بطاعة نفسي فتذكرت طاعة الله نضوا حدثني الأزهري، قال: قال أبو الحسن الدارقطني: إبراهيم الحربي ثقة.
ذكر أبو عبد الرحمن السلمي أنه سأل الدارقطني عن إبراهيم الحربي، فقال: كان إماما، وكان يقاس بأحمد بن حنبل في زهده، وعلمه، وورعه.
وحدثني عبيد الله بن أبي الفتح، عن أبي الحسن الدارقطني، قال: أبو إسحاق إبراهيم بن إسحاق الحربي إمام مصنف عالم بكل شيء، بارع في كل علم، صدوق، مات ببغداد سنة خمس وثمانين ومائتين.
أخبرنا محمد بن أحمد بن رزق، قال: أخبرنا إسماعيل بن علي الخطبي، قال: ومات أبو إسحاق إبراهيم بن إسحاق الحربي يوم الاثنين لتسع بقين من ذي الحجة، ودفن يوم الثلاثاء لثمان بقين من ذي الحجة سنة خمس وثمانين ومائتين، وصلى عليه يوسف بن يعقوب القاضي في شارع باب الأنبار، وكان الجمع كثيرا جدا، وكان يوما في عقب مطر ووحل، ودفن في بيته، ﵀.