أخبرنا أحمد بن أبي جعفر، قال: أخبرنا محمد بن العباس الخزاز، قال: أخبرنا أبو أيوب سليمان بن إسحاق الجلاب، قال: قال إبراهيم الحربي: نادى المأمون سنة ثمان ومائتين ببغداد: إن أمير المؤمنين قد عفا عن عمه إبراهيم بن المهدي، وكان إبراهيم حسن الوجه حسن الغناء، حسن المجلس، وكان حبسه عند ابن أبي خالد قبل ذلك سنة. قال إبراهيم: وقال المأمون أيش ترون فيه؟ قال: فقالوا: ما رأينا خليفتين حيين. قال: فقال: أرأيتم إن كان الله فضل أمير المؤمنين بذلك؟ قال إبراهيم: وكنت مع القواريري أمشي فرأى إبراهيم بن المهدي فتركني وذهب حتى سلم عليه وقبل فخذه، وكان تحته حمار. فبلغ القواريري منه فخذه.
أخبرنا أحمد بن عمر بن روح، قال: أخبرنا المعافى بن زكريا، قال: حدثنا أحمد بن جعفر بن موسى البرمكي، قال: قال خالد الكاتب: وقف علي رجل بعد العشاء متلفع برداء عدني أسود، ومعه غلام معه صرة، فقال لي: أنت خالد؟ قلت: نعم. قال أنت الذي تقول (من الرمل):
قد بكى العاذل لي من رحمتى فبكائي لبكاء العاذل قلت: نعم. قال: يا غلام ادفع إليه الذي معك قلت: وما هذا؟ قال: ثلاثمائة دينار. قلت: والله لا أقبلها أو أعرفك. قال: أنا إبراهيم بن المهدي.
أخبرنا الحسن بن علي الجوهري، قال: أخبرنا محمد بن العباس، قال: أنشدني عبيد الله بن أحمد المروروذي قال: أنشدني أبي لإبراهيم بن المهدي من البسيط:
قد شاب رأسي ورأس الحرص لم يشب إن الحريص على الدنيا لفي تعب ما لي أراني إذا طالبت مرتبة فنلتها طمحت عيني إلى رتب؟ قد ينبغي لي مع ما حزت من أدب أن لا أخوض في أمر ينقص بي