من الخلفاء إلى أكرم الجزاء، فلا يقوم إلا من عفا فقال الخليفة: إيها يا مبارك قد قبلت الحديث بقبوله، وعفوت عنك هاهنا يا عم، هاهنا يا عم.
حدثنا أبو نعيم الحافظ إملاء، قال: حدثنا أحمد بن محمد بن مقسم، قال: حدثنا محمد بن يحيى، قال: حدثنا المبرد، عن أبي محلم قال: قال إبراهيم بن المهدي لأمير المؤمنين المأمون لما أخذ: ذنبي أعظم من أن يحيط به عذر، وعفوك أعظم من أن يتعاظمه ذنب. فقال المأمون: حسبك، فإنا إن قتلناك فلله، وإن عفونا عنك فلله ﷿.
أخبرنا ابن روح النهرواني، قال: أخبرنا المعافى بن زكريا، قال: حدثنا الحسين بن القاسم الكوكبي، قال: حدثنا ابن عجلان، قال: حدثني حماد بن إسحاق، عن أبيه قال: دخلت على ابن شكلة في بقايا غضب المأمون عليه فقلت من البسيط:
هي المقادير تجري في أعنتها فاصبر فليس لها صبر على حال يوما تريش خسيس الحال ترفعه إلى السماء ويوما تخفض العالي فأطرق ثم قال من البسيط:
عيب الأناة وإن سرت عواقبها أن لا خلود وأن ليس الفتى حجرا فما مضى ذلك اليوم حتى بعث إليه المأمون بالرضاء، ودعاه للمنادمة، والتقيت معه في مجلس المأمون فقلت: ليهنك الرضاء، فقال: ليهنك مثله من متيم، وكانت جارية أهواها، فحسن موقع ذلك عندي فقلت من الطويل:
ومن لي بأن ترضى وقد صح عندها ولوعي بأخرى من بنات الأعاجم؟