سمع صوتي فتح عينيه، فقلت له: أعزز على العلماء بمصرعك. قال: فقال لي أبو العتاهية من الطويل:
ستمضي مع الأيام كل مصيبة وتحدث أحداثا تنسي المصائبا ثم أغمض عينيه وخفت.
قال ابن البراء: وأنشدني لأبي العتاهية وهو يكيد بنفسه (من مجزوء الكامل):
يا نفس قد مثلت حا لي هذه لك منذ حين وشككت أني ناصح لك فاستملت إلى الظنون فتأملي ضعف الحرا ك وكله بعد السكون وتيقني أن الذي بك من علامات المنون
أخبرنا إبراهيم بن محمد إجازة، قال: أخبرنا عبد الله بن إسحاق بن إبراهيم البغوي، قال: أخبرنا الحارث بن محمد، قال: حدثنا محمد بن سعد قال: سنة إحدى عشرة ومائتين فيها مات أبو العتاهية الشاعر يوم الاثنين لثمان ليال خلون من جمادى الآخرة.
قرأت على الحسن بن أبي بكر، عن أحمد بن كامل القاضي قال: مات أبو العتاهية إسماعيل بن القاسم بن سويد بن كيسان الجرار مولى عنزة، فيما ذكر سنة ثلاث عشرة ومائتين ببغداد.
قلت: ذكر محمد بن أبي العتاهية أن أبا العتاهية ولد في سنة ثلاثين ومِائَة، وأنه مات ببغداد وقبره على نهر عيسى قبالة قنطرة الزياتين.
حدثني عبد العزيز بن علي الوراق قال: سمعت عبيد الله بن أحمد بن علي المقرئ يقول: سمعت محمد بن مخلد العطار يقول: سمعت إسحاق بن إبراهيم البغوي يقول: قرأت على قبر أبي العتاهية (من مجزوء الخفيف):