عبد الله بن مصعب مما صنع. ثم مضيا فدخلا على أمير المؤمنين المهدي، فحدثه عبد الله بن مصعب حديث إسحاق بن غرير وعبادة وما كان منه في أمرها تلك العشية، فقال لإسحاق: أنا أشتريها لك. وقام فدخل على الخيزران فقال: أين المهلبية؟ فأمرت بها فدعيت له، فقال لها: تبيعيني عبادة بخمسين ألف درهم؟ فقالت له: يا سيدي، إن كنت تريدها لنفسك فبها، فداك الله، قال: إنما أريدها لإسحاق بن غرير فبكت وقالت: يدي ورجلي ولساني في حوائجي تنزعها مني لإسحاق بن غرير! قال: فقالت الخيزران: ما يبكيك؟ لا يقدر والله إسحاق عليها. وقالت لأمير المؤمنين المهدي: صار ابن غرير يتعشق جواري الناس، فخرج أمير المؤمنين المهدي فأخبر إسحاق الخبر وأمر له بالخمسين الألف الدرهم، فأخذها فقال في ذلك أبو العتاهية (من السريع):
من صدق الحب لأحبابه فإن حب ابن غرير غرور أنساه عبادة ذات الهوى وأذهب الحب لديه الضمير خمسون ألفا كلها وازن خشن لها في كل كيس صرير قال: وقال في ذلك أيضا أبو العتاهية (من المنسرح):
حبك المال لا كحبك عبا دة يا فاضح المحبينا لو كنت أخلصتها الوفاء كما قلت لما بعتها بخمسينا أخبرني أحمد بن محمد بن أحمد الكاتب، قال: حدثني جدي محمد بن عبيد الله بن قفرجل، قال: حدثنا محمد بن يحيى النديم قال: أنشدنا أحمد بن يحيى قال: أنشدني الزبير لمكنف وهو من ولد زهير بن أبي سلمى يرثي إسحاق بن غرير (من الكامل):