العنزي قال: سمي بشار بن برد المرعث بشعره (من مجزوء الخفيف):
من لظبي مرعث فاتن العين والنظر قال لي: لست نائلي قلت: أويغلب القدر
وأخبرنا علي بن أبي علي، قال: حدثنا القطيعي، قال: حدثنا ابن الأنباري، قال: حدثنا محمد بن المرزبان، قال: حدثني ابن أبي طاهر، عن محمد بن سلام قال: إنما سمي بشار المرعث لأنه كان لقميصه جيبان، يخرج رأسه مرة من هذا ومرة من هذا، وكان يضم القميص عليه من غير أن يدخله في رأسه. قال: والرعث عند العرب الاسترخاء والاسترسال، والرعثة القرط، وكذلك الرعث والرعاث القرطة.
قلت: وزعم أبو عبيدة معمر بن المثنى أن بشارا قال الشعر ولم يبلغ عشر سنين.
أخبرني علي بن أيوب، قال: أخبرنا محمد بن عمران المرزباني، قال: حدثني علي بن أبي عبد الله الفارسي، قال: أخبرني أبي، عن عبد الرحمن بن المفضل، عن أبي عبيدة قال: كان بشار يقول الشعر وهو صغير، وكان لا يزال قوم يشكونه إلى أبيه فيضربه، حتى رق عليه من كثرة ما يضربه، وكانت أمه تخاصمه فكان أبوه يقول لها: قولي له يكف لسانه عن الناس، فلما طال ذلك عليه قال له ذات ليلة: يا أبت لم تضربني كلما شكوني إليك؟ قال: فما أعمل؟ قال: احتج عليهم بقول الله تعالى: (لَيْسَ عَلَى الأَعْمَى حَرَجٌ وَلَا عَلَى الأَعْرَجِ حَرَجٌ وَلَا عَلَى الْمَرِيضِ حَرَجٌ) فجاءوه يوما يشكون بشارا فقال لهم هذا القول فقالوا: فقه برد أضر علينا من شعر بشار.
أخبرني أبو القاسم الأزهري، قال: حدثنا عبيد الله بن محمد بن أحمد المقرئ، قال: حدثنا محمد بن يحيى النديم، قال: حدثنا محمد بن العباس