رأيت المتوكل فيما يرى النائم، فقلت: يا متوكل، ما فعل بك ربك؟ قال: غفر لي ربي. قلت: غفر لك ربك وقد عملت ما عملت؟! قال: نعم، بالقليل من السنة التي أظهرتها.
أخبرني الحسن بن أبي طالب قال: أخبرنا أحمد بن محمد بن عمران قال: حدثنا محمد بن يحيى النديم قال: حدثني الحسين بن إسحاق قال: سمعت صالح بن أحمد بن حنبل يقول: سهرت ليلة ثم نمت، فرأيت في نومي كأن رجلا يعرج به إلى السماء وقائلا يقول [من الكامل]:
ملك يقاد إلى مليك عادل متفضل في العفو ليس بجائر ثم أصبحنا، فما أمسينا حتى جاء نعي المتوكل من سر من رأى إلى بغداد.
أخبرنا محمد بن أحمد بن رزق قال: حدثنا محمد بن يوسف بن حمدان الهمذاني قال: حدثنا أبو علي الحسن بن يزيد الدقاق قال: حدثنا عبد العزيز بن محمد الحارثي قال: حدثنا عمر بن عبد الله الأسدي قال: سمعت أبا عبد الله أحمد بن العلاء قال: قال لي عمرو بن شيبان الحلبي: رأيت في الليلة التي قتل فيها المتوكل فيما يرى النائم حين أخذت مضجعي كأن آتيا أتاني، فقال لي [من البسيط]:
يا نائم العين في أقطار جثمان أفض دموعك يا عمرو بن شيبان أما ترى الفتية الأرجاس ما فعلوا بالهاشمي وبالفتح بن خاقان وافى إلى الله مظلوما فضج له أهل السماوات من مثنى ووحدان وسوف تأتيكم أخرى مسومة توقعوها لها شأن من الشان فابكوا على جعفر وارثوا خليفتكم فقد بكاه جميع الإنس والجان قال: فأصبحت فإذا الناس يخبرون أن جعفرا قد قتل في هذه الليلة.