قال أبو عبد الله: ثم رأيت المتوكل بعد هذا بأشهر كأنه بين يدي الله تعالى، فقلت: ما فعل بك ربك؟ قال: غفر لي. قلت: بماذا؟ قال: بالقليل من السنة تمسكت بها. قلت: فما تصنع هاهنا؟ قال: أنتظر محمدا ابني أخاصمه إلى الله الحليم العظيم الكريم.
أخبرنا الأزهري قال: أخبرنا علي بن عمر الحافظ قال: حدثنا عبد الله بن إسحاق بن إبراهيم قال: سمعت أبا علي الحسن بن عليل العنزي يقول: خرجت في الليلة التي قتل فيها المتوكل في جوف الليل لأتطهر للصلاة من دجلة، فسمعت صائحا يصيح لا أدري من هو [من مجزوء الرمل]:
شال شوال بهم فهم فيه مزق قال: فلما كان بالغداة اتصل بنا أن المتوكل قتل في هذه الليلة.
أخبرنا عبيد الله بن عمر بن أحمد الواعظ قال: حدثني أبي قال: حدثنا محمد بن عبد الواحد قال: أخبرني أبو أيوب جعفر بن أبي عثمان الطيالسي قال: أخبرني بعض الزمازمة الذين يحفظون زمزم قال: غارت زمزم ليلة من الليالي فأرخناها، فجاءنا الخبر أنها كانت الليلة التي قتل فيها جعفر المتوكل.
أخبرنا محمد بن أحمد بن رزق قال: حدثنا عثمان بن أحمد الدقاق قال: حدثنا محمد بن أحمد ابن البراء قال: قتل المتوكل بالمتوكلية - وهي الماحوزة - ليلا لأربع خلون من شوال سنة سبع وأربعين ومائتين، وكان عمره أربعين سنة، وخلافته أربع عشرة سنة وعشرة أشهر وثلاثة أيام.
أخبرنا علي بن أحمد بن عمر المقرئ قال: أخبرنا علي بن أحمد بن أبي قيس قال: حدثنا عبد الله بن محمد بن أبي الدنيا قال: قتل المتوكل ليلة الأربعاء في أول الليل، ودفن يوم الأربعاء بالجعفري لأربع خلون من شوال سنة سبع وأربعين ومائتين، وكانت خلافته أربع عشرة سنة وتسعة أشهر وعشرة أيام، ورأيت المتوكل أسمر حسن العينين نحيف الجسم خفيف