حدثنا معمر بن أحمد بن زياد الأصبهاني قال: أخبرني يحيى بن القاسم قال: سمعت الحسن بن سليمان يقول: قال جعفر الخلدي: كنت في ابتداء أمري وإرادتي ليلة نائما، فإذا بهاتف يهتف بي ويقول: يا جعفر، امض إلى موضع كذا وكذا واحفر؛ فإن لك هناك شيئا مدفونا. قال: فجئت إلى الموضع وحفرت، فوجدت صندوقا فيه دفاتر، وإذا فيه حزمة، فأخرجتها وقرأتها، فإذا فيها أسماء ستة آلاف شيخ من أهل الحقائق والأصفياء والأولياء من وقت آدم إلى زماننا هذا، ونعوتهم وصفتهم، وكلهم كانوا يدعون هذا؛ يعني مذهب الصوفية. قال الحسن بن سليمان: وكان في تلك الكتب عجائب، فقرأ ولم يدفع إلى أحد، ثم دفنها، ولم يظهر ذلك لأحد إلى أن مات.
أخبرنا علي بن أبي علي قال: حدثنا إبراهيم بن أحمد الطبري قال: حدثنا جعفر الخلدي قال: ودعت في بعض حجاتي المزين الكبير الصوفي، فقلت: زودني شيئا. فقال: إن ضاع منك شيء أو أردت أن يجمع الله بينك وبين إنسان فقل: يا جامع الناس ليوم لا ريب فيه، إن الله لا يخلف الميعاد، اجمع بيني وبين كذا وكذا، فإن الله يجمع بينك وبين ذلك الشيء، أو ذلك الإنسان. فجئت إلى الكتاني الكبير الصوفي فودعته، وقلت: زودني شيئا. فأعطاني فصا عليه نقش كأنه طلسم، وقال: إذا اغتممت فانظر إلى هذا؛ فإنه يزول غمك. قال: فانصرفت، فما دعوت الله بتلك الدعوة في شيء إلا استجيب، ولا رأيت الفص وقد اغتممت إلا زال غمي، فأنا ذات يوم قد توجهت أعبر إلى الجانب الشرقي من بغداد حتى هاجت ريح عظيمة وأنا في السميرية، والفص في جيبي، فأخرجته لأنظر إليه، فلا أدري كيف ذهب مني؛ في الماء؟ أو السفينة؟ أو ثيابي؟ فاغتممت لذهابه غما عظيما، فدعوت