الأصبهاني قال: قال أبو زرعة الطبري: قال لي جعفر الخلدي: رأيت شابا دخل على الجنيد وهو في مرضه الذي مات فيه ووجهه قد تورم، وبين يديه مخدة يصلي إليها، فقال له الشاب: وفي هذه الساعة أيضا لا تترك الصلاة! فلما سلم دعاه وقال: هذا شيء وصلت به إلى الله، ولا أحب أن أتركه. فمات بعد ساعة.
أخبرني أبو الحسن محمد بن عبد الواحد قال: أخبرنا محمد بن الحسين السلمي قال: سمعت أبا بكر البجلي يقول: سمعت أبا محمد الجريري يقول: كنت واقفا على رأس الجنيد في وقت وفاته، وكان يوم جمعة ويوم نيروز، وهو يقرأ القرآن، فقلت له: يا أبا القاسم، ارفق بنفسك. فقال: يا أبا محمد، رأيت أحدا أحوج إليه مني في هذا الوقت؟ وهو ذا تطوى صحيفتي.
أخبرنا أبو نعيم الحافظ قال: سمعت محمد بن الحسين بن موسى يقول: سمعت أبا عبد الله الرازي يقول: سمعت أبا بكر العطوي يقول: كنت عند الجنيد حين مات، فختم القرآن، ثم ابتدأ من البقرة فقرأ سبعين آية، ثم مات.
وأخبرنا أبو نعيم قال: أخبرنا جعفر الخلدي في كتابه قال: رأيت الجنيد في النوم، فقلت: ما فعل الله بك؟ قال: طاحت تلك الإشارات، وغابت تلك العبارات، وفنيت تلك العلوم، ونفدت تلك الرسوم، وما نفعنا إلا ركعات كنا نركعها في الأسحار.
حدثنا عبد العزيز بن علي الوراق قال: حدثنا علي بن عبد الله الهمذاني بمكة قال: حدثنا علي بن محمد بن حاتم قال: لما حضر جنيد بن محمد الوفاة أوصى بدفن جميع ما هو منسوب إليه من علمه، فقيل: ولم ذلك؟ فقال: أحببت أن لا يراني الله وقد تركت شيئا منسوبا إلي وعلم الرسول ﷺ