عبيد الله بن إبراهيم السوسي يقول: لما حضرت سريا السقطي الوفاة قال له الجنيد: يا سري، لا يرون بعدك مثلك. قال: ولا أخلف عليهم بعدي مثلك!
أخبرنا أبو حازم العبدويي بنيسابور قراءة، وعبد العزيز بن علي الخياط لفظا، قال أبو حازم: أخبرني. وقال الآخر: حدثنا علي بن عبد الله بن الحسن الهمذاني قال: حدثنا علي بن محمد الحلواني قال: حدثني خير قال: كنت يوما جالسا في بيتي، فخطر لي خاطر أن أبا القاسم جنيدا بالباب، اخرج إليه، فنفيت ذلك عن قلبي وقلت وسوسة، فوقع لي خاطر ثاني يقتضي مني الخروج أن الجنيد على الباب فاخرج إليه، فنفيت ذلك عن سري، فوقع لي خاطر ثالث فعلمت أنه حق وليس بوسوسة، ففتحت الباب فإذا بالجنيد قائم، فسلم علي وقال: يا خير، ألا خرجت مع الخاطر الأول؟! اللفظان متقاربان.
حدثني محمد بن أبي الحسن الساحلي قال: أخبرنا عمار بن عبد الله الصوفي بالرحبة قال: سمعت محمد بن حماد المعروف بالحميدي الرحبي بالرحبة يقول: سمعت أبا عمرو بن عمرو بن علوان يقول: خرجت يوما إلى سوق الرحبة في حاجة، فرأيت جنازة فتبعتها لأصلي عليها، ووقفت حتى يدفن الميت في جملة الناس، فوقعت عيني على امرأة مسفرة من غير تعمد، فلححت بالنظر، واسترجعت واستغفرت الله، وعدت إلى منزلي، فقالت لي عجوز لي: يا سيدي، ما لي أرى وجهك أسود؟! فأخذت المرآة فنظرت فإذا وجهي أسود، فرجعت إلى سري أنظر من أين دهيت، فذكرت النظرة، فانفردت في موضع أستغفر الله وأسأله الإقالة أربعين يوما، فخطر في قلبي أن زر شيخك الجنيد، فانحدرت إلى بغداد، فلما جئت الحجرة التي هو فيها طرقت الباب، فقال لي: ادخل يا أبا عمرو، تذنب بالرحبة ونستغفر لك ببغداد!
حدثنا إبراهيم بن هبة الله الجرباذقاني قال: حدثنا معمر بن أحمد