أخبرنا القاضي أبو القاسم عبد الواحد بن محمد بن عثمان البجلي قال: سمعت جعفر بن محمد الخلدي قال: حضرت شيخنا جنيدا وسأله ابن كيسان النحوي عن قوله تعالى: (سنقرئك فلا تنسى)، فقال له جنيد: لا تنسى العمل به. قال: وسأله أيضا فقال له في قوله تعالى: (ودرسوا ما فيه)، فقال له الجنيد: تركوا العمل به. فقال ابن كيسان لجنيد: لا يفضض الله فاك.
أخبرنا أبو حازم الأعرج عمر بن أحمد بن إبراهيم الحافظ بنيسابور قال: أخبرني محمد بن نعيم الضبي قال: أخبرني أبو بكر بن أبي نصر المروزي قال: سمعت فارسا البغدادي يقول: قال الجنيد بن محمد: كنت إذا سئلت عن مسألة في الحقيقة لم يكن لي - يعني فيها - منازلة أقول: قفوا علي. قال فارس: فكان يدخل فيعامل الله بها ثم يخرج ويتكلم في علمها!
أخبرني أحمد بن علي بن الحسين المحتسب قال: أخبرنا محمد بن الحسين بن موسى الصوفي قال: سمعت محمد بن عبد الله الرازي يقول: سمعت الجريري يقول: سمعت الجنيد يقول: ما أخذنا التصوف عن القال والقيل، لكن عن الجوع وترك الدنيا وقطع المألوفات والمستحسنات، لأن التصوف هو صفاء المعاملة مع الله، وأصله التعزف عن الدنيا، كما قال حارثة: عزفت نفسي عن الدنيا، فأسهرت ليلي وأظمأت نهاري.
أخبرني عبد الصمد بن محمد الخطيب قال: حدثنا الحسن بن الحسين الشافعي قال: سمعت جعفر بن محمد بن نصير يقول: سمعت الجنيد يقول: رأيت إبليس في النوم، فقلت: يا لص، أيش مقامك هاهنا؟! فقال: وأيش ينفعني قيامي؟! لو أن الناس كلهم مثلك ما نفعتني لصوصيتي شيئا.
أخبرنا إسماعيل الحيري قال: أخبرنا محمد بن الحسين قال: سمعت جدي إسماعيل بن نجيد يقول: كان يقال: إن في الدنيا من هذه الطبقة ثلاثة لا رابع لهم: الجنيد ببغداد، وأبو عثمان بنيسابور، وأبو عبد الله بن الجلاء بالشام. وقال محمد بن الحسين: سمعت عبد الواحد بن علي يقول: سمعت