الدقاق يقول: رؤي في يد الجنيد سبحة، فقيل له: أنت مع شرفك تأخذ بيدك سبحة؟ فقال: طريق به وصلت إلى ربي لا أفارقه.
أخبرني أبو الحسن محمد بن عبد الواحد قال: أخبرنا أبو عبد الرحمن محمد بن الحسين السلمي قال: سمعت محمد بن عبد العزيز الطبري يقول: سمعت أبا الحسن المحلمي يقول: قيل للجنيد: ممن استفدت هذا العلم؟ قال: من جلوسي بين يدي الله ثلاثين سنة تحت تلك الدرجة؛ وأومأ إلى درجة في داره.
وقال أبو عبد الرحمن: سمعت جدي إسماعيل بن نجيد يقول: كان الجنيد يجيء كل يوم إلى السوق فيفتح باب حانوته فيدخله، ويسبل الستر ويصلي أربعمائة ركعة، ثم يرجع إلى بيته.
قال: وسمعت جدي يقول: دخل عليه أبو العباس بن عطاء وهو في النزع، فسلم عليه فلم يرد عليه، ثم رد عليه بعد ساعة، وقال: اعذرني؛ فإني كنت في وردي، ثم حول وجهه إلى القبلة وكبر ومات!
أخبرنا أبو نعيم الحافظ قال: أخبرنا محمد بن أحمد الوراق قال: سمعت الجنيد بن محمد يقول: أعلى درجة الكبر وشرها أن ترى نفسك، وأدناها ودونها في الشر أن تخطر ببالك.
أخبرني أبو القاسم بكران بن الطيب بن الحسن بن سمعون السقطي بجرجرايا قال: حدثنا محمد بن أحمد بن محمد المفيد قال: سمعت الجنيد وقال له رجل: أوصني، فقال الجنيد: أرض القيامة كلها نار، فانظر أين تكون رجلك. قال: وسمعت الجنيد يقول: لا تكون من الصادقين أو تصدق مكانا لا ينجيك إلا الكذب فيه.