يكون لأحدهم علم كثير ولا يكون له حال، وآخر يكون له حال كثير وعلم يسير، وأبو القاسم الجنيد كانت له حال خطيرة وعلم غزير، فإذا رأيت حاله رجحته على علمه، وإذا رأيت علمه رجحته على حاله.
أخبرنا أبو نعيم الحافظ قال: أخبرني جعفر الخلدي في كتابه قال: سمعت الجنيد يقول: مكثت مدة طويلة لا يقدم البلد أحد من الفقراء إلا سلبت حالي ودفعت إلى حاله، فأطلبه حتى إذا وجدته تكلمت بحاله ورجعت إلى حالي، وكنت لا أرى في النوم شيئا إلا رأيته في اليقظة!
أخبرنا رضوان بن محمد بن الحسن الدينوري قال: سمعت معروف بن محمد بن معروف بالري يقول: سمعت عيسى بن كاسة يقول: قال الجنيد: سألني سري السقطي: ما الشكر؟ فقلت: أن لا يستعان بنعمه على معاصيه. فقال: هو ذاك يا أبا القاسم.
أخبرنا أبو حازم عمر بن أحمد بن إبراهيم العبدويي قال: سمعت الإمام أبا سهل محمد بن سليمان يقول: سمعت أبا محمد المرتعش يقول: قال الجنيد: كنت بين يدي السري السقطي ألعب وأنا ابن سبع سنين، وبين يديه جماعة يتكلمون في الشكر، فقال لي: يا غلام، ما الشكر؟ فقلت: أن لا يعصى الله بنعمه. فقال لي: أخشى أن يكون حظك من الله لسانك. قال الجنيد: فلا أزال أبكي على هذه الكلمة التي قالها السري لي.
وأخبرنا أبو حازم قال: سمعت أبا الحسن علي بن عبد الله بن جهضم يقول: سمعت محمد بن علي بن حبيش يقول: سئل أبو القاسم الجنيد بن محمد عن مسألة فقال: حتى أسأل معلمي، ثم دخل منزله وصلى ركعتين وخرج فأجاب عنها.
أخبرنا عبد الكريم بن هوازن قال: سمعت أبا علي الحسن بن علي