عبد الرحمن بن محمد قال: سمعت سليمان بن حرب يقول: كان جرير بن عبد الحميد وأبو عوانة يتشابهان في رأي العين، ما كانا يصلحان إلا أن يكونا راعيي غنم.
قال عبد الرحمن: ولقد حدثنا يوما سليمان بن حرب بأحاديث عن جرير الرازي، فقلت له: أين كتبت يا أبا أيوب عن جرير الرازي؟ قال: بمكة، أنا وعبد الرحمن وشاذان، أخرج إلينا جرير كتابا فدفعه إلى عبد الرحمن وإلى شاذان، فهذه الأحاديث انتقاؤهما.
وأخبرني أبو الفضل عبيد الله بن أحمد قال: أخبرنا عبد الرحمن بن عمر قال: حدثنا محمد بن أحمد بن يعقوب قال: حدثنا جدي قال: سمعت إبراهيم بن هاشم يقول: ما قال لنا جرير قط ببغداد حدثنا، ولا في كلمة واحدة! قال إبراهيم: فقلت: تراه لا يغلط مرة؟! فكان ربما نعس فنام، ثم ينتبه فيقرأ من الموضع الذي انتهى إليه.
أخبرني أبو القاسم الأزهري قال: حدثنا عبد الرحمن بن عمر الخلال قال: حدثنا محمد بن أحمد بن يعقوب بن شيبة قال: حدثنا جدي قال: سمعت إبراهيم بن هاشم يقول: لما قدم جرير بن عبد الحميد - يعني بغداد - نزل على بني المسيب، فلما عبر إلى الجانب الشرقي جاء المد، فقلت لأحمد بن حنبل: تعبر؟ فقال: أمي لا تدعني. قال: فعبرت أنا فلزمته، ولم يكن السندي يدع أحدا يعبر، يريد لكثرة المد، فمكثت عنده عشرين يوما فكتبت عنه ألفا وخمسمائة حديث، وكتبت عنه قبل أن يخرج إلى مكة حديثا بالسفينتين على دابته.
وأخبرني الأزهري قال: حدثنا عبد الرحمن بن عمر قال: حدثنا محمد بن أحمد بن يعقوب قال: حدثنا جدي قال: سمعت علي ابن المديني يقول: كان جرير بن عبد الحميد الرازي صاحب ليل، وكان له رسن؛ يقولون: إذا أعيى تعلق به، يريد أنه كان يصلي.
أخبرنا أبو بكر البرقاني قال: قرأت على بشر بن أحمد الإسفراييني: