بمثل التاريخ، نقول للشيخ: سنة كم ولدت؟ فإذا أقر بمولده عرفنا صدقه من كذبه! قال أبو حسان: فأخذت في التاريخ، فأنا أعمله من ستين سنة.
أخبرنا علي بن المحسن قال: أخبرنا طلحة بن محمد بن جعفر قال: استقضى المتوكل أبا حسان الزيادي بعد ابن المؤذن فيما أخبرني محمد بن جرير سنة إحدى وأربعين ومائتين، وكان أبو حسان صالحا دينا فهما، قد عمل الكتب، وكانت له معرفة بأيام الناس، وله تاريخ حسن، وكان كريما واسعا مفضالا.
وأخبرنا علي قال: أخبرنا طلحة قال: حدثني أبو الحسين عمر بن الحسن قال: حدثنا ابن أبي الدنيا قال: كنت في الجسر واقفا وقد حضر أبو حسان الزيادي القاضي، وقد وجه إليه المتوكل من سر من رأى بسياط جدد في منديل ديبقي مختومة، وأمره أن يضرب عيسى بن جعفر بن محمد بن عاصم - وقيل: أحمد بن محمد بن عاصم صاحب خان عاصم - ألف سوط؛ لأنه شهد عليه الثقات وأهل الستر أنه شتم أبا بكر وعمر وقذف عائشة، فلم ينكر ذلك ولم يتب، وكانت السياط بثمارها، فجعل يضرب بحضرة القاضي وأصحاب الشرط قيام، فقال: أيها القاضي، قتلتني. فقال له أبو حسان: قتلك الحق لقذفك زوجة الرسول، ولشتمك الخلفاء الراشدين المهديين. قال طلحة: وقيل: لما ضرب ترك في الشمس حتى مات، ثم رمي في دجلة.
أخبرنا علي بن طلحة بن محمد المقرئ قال: أخبرنا محمد بن العباس الخزاز قال: حدثنا أبو مزاحم موسى بن عبيد الله بن يحيى بن خاقان أن عمه عبد الرحمن بن يحيى سأل أحمد بن حنبل عن المعروف بأبي حسان الزيادي، فقال: كان مع ابن أبي دؤاد وكان من خاصته، ولا أعرف رأيه اليوم.
أخبرنا بشرى بن عبد الله الرومي قال: حدثنا سعد بن محمد بن إسحاق