الصيرفي قال: حدثنا أحمد بن محمد ابن الدقاق قال: حدثنا بعض أصحابنا، عن إسحاق الحربي قال: بلغني أن أبا حسان الزيادي رأى رب العزة تعالى في النوم، فلقيته فقلت: بالذي أراك ما أراك إلا حدثتني بالرؤيا، قال: نعم؛ رأيت نورا عظيما لا أحسن أصفه، ورأيت فيه شخصا يخيل إلي أنه النبي ﷺ وكأنه يشفع إلى ربه في رجل من أمته، وسمعت قائلا يقول: ألم يكفك أني أنزلت عليك في سورة الرعد (وإن ربك لذو مغفرة للناس على ظلمهم)؟ ثم انتبهت.
أخبرنا الحسن بن علي الجوهري قال: أخبرنا محمد بن عمران بن موسى المرزباني قال: حدثنا عبد الواحد بن محمد الخصيبي قال: حدثنا أبو خازم القاضي وأبو علي أحمد بن إسماعيل؛ قالا: حدثنا أبو سهل الرازي قال: حدثني أبو حسان الزيادي قال: ضقت ضيقة بلغت فيها إلى الغاية، حتى ألح علي القصاب والبقال والخباز وسائر المعاملين، ولم تبق لي حيلة، فإني ليوما على تلك الحال وأنا مفكر في الحيلة إذ دخل علي الغلام فقال: حاجي بالباب يستأذن؟ فقلت له: ائذن له. فدخل الخراساني فسلم وقال: ألست أبا حسان؟ قلت: نعم، فما حاجتك؟ قال: أنا رجل غريب وأريد الحج، ومعي عشرة آلاف درهم، واحتجت إلى أن تكون قبلك إلى أن أقضي حجي وأرجع. فقلت: هاتها. فأحضرها، وخرج بعد أن وزنها وختمها، فلما خرج فككت الخاتم على المكان ثم أحضرت المعاملين، فقضيت كل من كان له علي دين، واتسعت وأنفقت، وقلت: أضمن هذا المال للخراساني، فإلى أن يجيء قد أتى الله بفرج من عنده، فكنت يومي ذلك في سعة وأنا لا أشك