للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

ابن نوبخت يستغويه، وكان أبو سهل من بينهم مثقفا فهما فطنا، فقال أبو سهل لرسوله: هذه المعجزات التي يظهرها قد تأتي فيها الحيل، ولكن أنا رجل غزل، ولا لذة لي أكبر من النساء وخلوتي بهن، وأنا مبتلى بالصلع حتى أني أطول شعر قحفي وآخذ به إلى جبيني وأشده بالعمامة، وأحتال فيه بحيل، ومبتلى بالخضاب لستر المشيب، فإن جعل لي شعرا ورد لحيتي سوداء بلا خضاب آمنت بما يدعوني إليه كائنا ما كان، إن شاء قلت: إنه باب الإمام، وإن شاء الإمام. وإن شاء قلت: إنه النبي. وإن شاء قلت: إنه الله! قال: فلما سمع الحلاج جوابه أيس منه وكف عنه.

قال أبو الحسن: وكان الحلاج يدعو كل قوم إلى شيء من هذه الأشياء التي ذكرها أبو سهل على حسب ما يستبله طائفة طائفة.

وأخبرني جماعة من أصحابنا أنه لما افتتن الناس بالأهواز وكورها بالحلاج وما يخرجه لهم من الأطعمة والأشربة في غير حينها، والدراهم التي سماها دراهم القدرة، حدث أبو علي الجبائي بذلك، فقال لهم: هذه الأشياء محفوظة في منازل يمكن الحيل فيها، ولكن أدخلوه بيتا من بيوتكم لا من منزله هو، وكلفوه أن يخرج منه جرزتين شوكا، فإن فعل فصدقوه. فبلغ الحلاج قوله وأن قوما قد عملوا على ذلك، فخرج عن الأهواز.

حدثني مسعود بن ناصر قال: حدثنا أبو عبد الله بن باكو الشيرازي قال: سمعت أبا عبد الله بن خفيف وقد سأله أبو الحسن بن أبي توبة عن الحسين بن منصور فقال: سمعت أبا يعقوب النهرجوري يقول: دخل الحسين بن منصور مكة ومعه أربعمائة رجل، فأخذ كل شيخ من شيوخ الصوفية جماعة، قال: وكان في سفرته الأولى كنت آمر من يخدمه. قال: ففي هذه الكرة أمرت المشايخ وتشفعت إليهم ليحملوا عنه الجمع العظيم، قال: فلما كان وقت المغرب جئت إليه وقلت له: قد أمسينا، فقم بنا حتى نفطر.

<<  <  ج: ص:  >  >>