قال: حدثني عبيد بن غنام بن حفص بن غياث، قال: حدثني أبي قال: مرض حفص بن غياث خمسة عشر يوما، فدفع إلي مائة درهم، فقال: امض بها إلى العامل، وقل له: هذه رزق خمسة عشر يوما لم أحكم فيها بين المسلمين لا حظ لي فيها.
أخبرنا القاضي أبو الطيب طاهر بن عبد الله الطبري، وأبو الحسين أحمد بن عمر بن روح النهرواني - قال طاهر: حدثنا، وقال أحمد: أخبرنا - المعافى بن زكريا الجريري، قال: حدثنا محمد بن مخلد بن حفص العطار، قال: حدثني أبو علي بن علان إملاء من حفظه سنة ست وستين ومائتين، قال: حدثني يحيى بن الليث قال: باع رجل من أهل خراسان جمالا بثلاثين ألف درهم من مرزبان المجوسي وكيل أم جعفر، فمطله بثمنها وحبسه، فطال ذلك على الرجل، فأتى بعض أصحاب حفص بن غياث فشاوره، فقال: اذهب إليه فقل له: أعطني ألف درهم وأحيل عليك بالمال الباقي، وأخرج إلى خراسان، فإذا فعل هذا فالقني حتى أشير عليك. ففعل الرجل وأتى مرزبان فأعطاه ألف درهم، فرجع إلى الرجل فأخبره، فقال له: عد إليه فقل له: إذا ركبت غدا فطريقك على القاضي تحضر، وأوكل رجلا يقبض المال وأخرج، فإذا جلس إلى القاضي فادع عليه ما بقي لك من المال فإذا أقر حبسه حفص وأخذت مالك.
فرجع إلى مرزبان فسأله، فقال: انتظرني بباب القاضي، فلما ركب من الغد وثب إليه الرجل، فقال: إن رأيت أن تنزل إلى القاضي حتى أوكل بقبض المال وأخرج، فنزل مرزبان فتقدما إلى حفص بن غياث، فقال الرجل: أصلح الله القاضي، لي على هذا الرجل تسعة وعشرون ألف درهم، فقال حفص: ما تقول