أخبرنا أحمد بن علي بن الحسين المحتسب، قال: حدثنا الحسن بن الحسين الفقيه الهمذاني، قال: سمعت محمد بن أحمد بن هارون الزنجاني بزنجان، قال: حدثنا أحمد بن محمد بن مسروق، قال: قال حارث المحاسبي: لكل شيء جوهر، وجوهر الإنسان العقل، وجوهر العقل التوفيق.
أخبرني أبو الحسن محمد بن عبد الواحد، قال: أخبرنا محمد بن الحسين النيسابوري، قال: سمعت محمد بن عبد الله بن شاذان يقول: سمعت أبا الحسن الزنجاني يقول: قال حارث المحاسبي: ترك الدنيا مع ذكرها صفة الزاهدين، وتركها مع نسيانها صفة العارفين.
أخبرنا أبو نعيم الحافظ، قال: أخبرني جعفر الخلدي في كتابه، قال: سمعت الجنيد بن محمد يقول: كان الحارث المحاسبي يجيء إلى منزلنا فيقول: اخرج معنا نُصحِر، فأقول له: تخرجني من عزلتي وأمني على نفسي إلى الطرقات والآفات، ورؤية الشهوات؟ فيقول: اخرج معي ولا خوف عليك، فأخرج معه، فكأن الطريق فارغ من كل شيء لا نرى شيئا نكرهه، فإذا حصلت معه في المكان الذي يجلس فيه، قال لي: سلني، فأقول له: ما عندي سؤال أسألك، فيقول لي: سلني عما يقع في نفسك، فتنثال علي السؤالات فأسأله عنها، فيجيبني عنها للوقت، ثم يمضي إلى منزله فيعملها كتبا.
قال: وسمعت الجنيد يقول: كنت كثيرا أقول للحارث: عزلتي