للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

محمد بن يحيى أصدق منه، لا تأذن له في المصير إلي.

أخبرنا الحسن بن أبي بكر، عن أحمد بن كامل القاضي، قال: وفي شهر رمضان منها، يعني سنة سبعين ومائتين مات داود بن علي بن خلف الأصبهاني، يكنى أبا سليمان، وهو أول من أظهر انتحال الظاهر، ونفى القياس في الأحكام قولا، واضطر إليه فعلا، فسماه دليلا. وأخبرني الحسين بن إسماعيل المحاملي، وكان به خبيرا، قال: كان داود جاهلا بالكلام. وأخبرني أبو عبد الله الوراق أنه كان يورق على داود، وأنه سمعه، وسئل عن القرآن، فقال: أما الذي في اللوح المحفوظ فغير مخلوق، وأما الذي هو بين الناس فمخلوق.

أخبرني الأزهري، قال: حدثنا محمد بن حميد اللخمي، قال: حدثنا القاضي بن كامل إملاء، قال: حدثني أبو عبد الله الوراق المعروف بحوار، قال: كنت أورق على داود الأصبهاني، وكنت عنده يوما في دهليزه مع جماعة من الغرباء، فسئل عن القرآن، فقال: القرآن الذي قال الله تعالى: (لاَّ يَمَسُّهُ إِلاَّ الْمُطَهَّرُونَ)، وقال: (فِي كِتَابٍ مَّكْنُونٍ) غير مخلوق، وأما الذي بين أظهرنا يمسه الحائض والجنب فهو مخلوق.

قال القاضي: هذا مذهب يذهب إليه الناشئ المتكلم، وهو كفر بالله صح الخبر عن رسول الله أنه نهى أن يسافر بالقرآن إلى أرض العدو، مخافة أن يناله العدو. فجعل ما كتب في المصاحف والصحف والألواح وغيرها قرآنا، فالقرآن على أي وجه قرئ وتلي فهو واحد غير مخلوق.

أخبرني عبيد الله بن أبي الفتح، قال: حدثنا محمد بن العباس الخزاز، قال: قال محمد بن خلف: أنشدني أبو العباس عبد الله بن محمد الناشئ يهجو داود بن علي الأصبهاني:

<<  <  ج: ص:  >  >>