أخبرني الأزهري، قال: حدثنا عبد الرحمن بن عمر، قال: حدثنا محمد بن أحمد بن يعقوب، قال: حدثنا جدي، قال: روح بن عبادة كان أحد من يتحمل الحمالات، وكان سريا مريا، كثير الحديث جدا، صدوقا، سمعت علي بن عبد الله بن جعفر يقول: من المحدثين قوم لم يزالوا في الحديث، لم يشغلوا عنه، نشأوا، فطلبوا، ثم صنفوا، ثم حدثوا، منهم روح بن عبادة. قال جدي: وحدثني محمد بن عمر، قال: سألت يحيى بن معين عن روح بن عبادة، فقال: ليس به بأس، صدوق، حديثه يدل على صدقه، يحدث عن ابن عون، ثم يحدث عن حماد بن زيد، عن ابن عون. قال: قلت ليحيى: زعموا أن يحيى القطان كان يتكلم فيه؟ فقال: باطل، ما تكلم يحيى القطان فيه بشيء، هو صدوق. وقال جدي: سمعت علي ابن المديني يذكر هذه القصة فلم أضبطها عنه، فحدثني عبد الرحمن بن محمد، قال: سمعت علي بن عبد الله، قال: كانوا يقولون إن يحيى بن سعيد كان يتكلم في روح بن عبادة. قال علي: فإني لعند يحيى بن سعيد يوما إذ جاءه روح بن عبادة، فسأله عن شيء من حديث أشعث، فلما قام قلت ليحيى بن سعيد: أما تعرف هذا؟ قال: لا، يعني أنه لم يعرفه يحيى باسمه، قلت: هذا روح بن عبادة، قال: هذا روح؟ ما زلت أعرفه يطلب الحديث ويكتبه. قال علي: ولقد كان عبد الرحمن بن مهدي يطعن على روح بن عبادة وينكر عليه أحاديث ابن أبي ذئب عن الزهري مسائل كانت عنده، قال علي: فلما قدمت على معن بن عيسى بالمدينة،