للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

فسلمنا، وأخذنا مجالسنا فقال للربيع: هات دويا وما يكتبون فيه، فوضع بين يدي كل واحد منا دواة وورق، ثم التفت إلى عبد الصمد بن علي فقال: يا عم، حدث ولدك وإخوتك وبني أخيك بحديث البر والصلة. فقال عبد الصمد بن علي: حدثني أبي، عن جدي عبد الله بن العباس، عن النبي أنه قال: إن البر والصلة ليطيلان الأعمار، ويعمران الديار، ويثريان الأموال، ولو كان القوم فجارا. ثم قال: يا عم، الحديث الآخر. فقال عبد الصمد بن علي: حدثني أبي، عن جدي عبد الله بن العباس، قال: قال النبي : إن البر والصلة ليخففان سوء الحساب يوم القيامة، ثم تلا رسول الله : ﴿وَالَّذِينَ يَصِلُونَ مَا أَمَرَ اللَّهُ بِهِ أَنْ يُوصَلَ وَيَخْشَوْنَ رَبَّهُمْ وَيَخَافُونَ سُوءَ الْحِسَابِ﴾ فقال المنصور: يا عم، الحديث الآخر. فقال عبد الصمد بن علي: حدثني أبي، عن جدي، عن النبي : أنه كان في بني إسرائيل ملكان أخوان على مدينتين، وكان أحدهما بارا برحمه عادلا على رعيته، وكان الآخر عاقا برحمه جائرا على رعيته، وكان في عصرهما نبي، فأوحى الله تعالى إلى ذلك النبي أنه قد بقي من عمر هذا البار ثلاث سنين، وبقي من عمر هذا العاق ثلاثون سنة.

قال: فأخبر النبي رعية هذا ورعية هذا، فأحزن ذلك رعية العادل، وأحزن ذلك رعية الجائر، قال: ففرقوا بين الأطفال والأمهات، وتركوا الطعام والشراب، وخرجوا إلى الصحراء يدعون الله أن يمتعهم بالعادل، وأن يزيل عنهم أمر الجائر، فأقاموا ثلاثا فأوحى الله إلى ذلك النبي أن أخبر عبادي أني قد رحمتهم وأجبت دعاءهم، فجعلت ما بقي من عمر هذا البار لذلك الجائر، وما بقي من عمر الجائر لهذا البار، قال: فرجعوا إلى بيوتهم ومات العاق لتمام

<<  <  ج: ص:  >  >>