حدثني الأزهري قال: ذكر أبو الحسين بن بدر الأزرق القطان أنه سمع جحظة يقول: أنشد مُقَدَّس الخلوقي الشاعر طاهر بن الحسين وقد نزل إلى حراقة له [من المتقارب]:
عجبت لحراقة ابن الحسيـ ـن كيف تسير ولا تغرق وبحران من فوقها واحد ومن تحتها آخر مطبق وأعجب من ذاك عيدانها إذا مسها كيف لا تورق فأمر له بثلاثمائة دينار، لكل بيت مائة دينار.
أخبرنا سلامة بن الحسين المقرئ، قال: أخبرنا علي بن عمر الحافظ، قال: حدثنا الحسين بن إسماعيل، قال: حدثنا عبد الله بن أبي سعد، قال: حدثني هارون بن ميمون الخزاعي، قال: حدثنا محمد بن أبي شيخ من أهل الرقة، قال: حدثني أحمد بن يزيد بن أسيد السلمي قال: كنت مع طاهر بن الحسين بالرقة وأنا أحد قواده، وكانت لي به خاصية أجلس عن يمينه، فخرج علينا يوما راكبا ومشينا بين يديه، وهو يتمثل [من الطويل]:
عليكم بداري فاهدموها فإنها تراث كريم لا يخاف العواقبا إذا هم ألقى بين عينيه عزمه وأعرض عن ذكر العواقب جانبا سأدحض عني العار بالسيف جانبا علي قضاء الله ما كان جالبا فدار حول الرافقة ثم رجع فجلس مجلسه، فنظر في قصص ورقاع، فوقع فيها صلات أحصيت ألف ألف وسبعمائة ألف، فلما فرغ نظر إلي مستطعما للكلام، فقلت: أصلح الله الأمير، ما رأيت أنبل من هذا المجلس ولا أحسن ودعوت له، ثم قلت: لكنه سرف، فقال: السرف من الشرف، فأردت الآية التي فيها:(وَالَّذِينَ إِذَا أَنفَقُوا لَمْ يُسْرِفُوا وَلَمْ يَقْتُرُوا)، فجئت بالأخرى