يوما فحدثنا، وكان رجل يسأله، فسأله فلحن فيما سأله، فقال ابن إدريس لما رآه يلحن: ﴿تَكَادُ السَّمَاوَاتُ يَتَفَطَّرْنَ مِنْهُ وَتَنْشَقُّ الأَرْضُ وَتَخِرُّ الْجِبَالُ هَدًّا﴾ ثم قال: لا والله إن حدثتكم اليوم بحديث! قال: وكان ابن إدريس إذا لحن الرجل عنده في كلامه لم يحدثه. قال: وقال: ليس عندكم بالموصل من يتكلم بالعربية؟ قال: وذاك أني كنت أسأل، فقال لي علي بن المعافى: دعني حتى أسأل أنا، وكان صاحب عربية فبقي، فأول ما أخذ يسأل أخطأ خطأ فاحشا، فأمسك ابن إدريس عن الحديث، وحلف ألا يحدثنا ذلك اليوم فلم يحدثنا.
أخبرني علي بن محمد بن الحسن المالكي، قال: أخبرنا عبد الله بن عثمان الصفار، قال: أخبرنا محمد بن عمران الصيرفي، قال: حدثنا عبد الله بن علي ابن المديني، قال: سمعت أبي يقول: عبد الله بن إدريس فوق أبيه في الحديث، وداود الأودي عمه ضعيف في الحديث.
أخبرنا البرقاني، قال: أخبرنا بشر بن أحمد الإسفراييني، قال: سمعت أبا يعلى الموصلي، وأخبرني هلال بن محمد الحفار قال: حدثنا محمد بن حميد بن سهيل المخرمي، وأخبرنا محمد بن عبد الرحمن بن عثمان التميمي بدمشق، قال: أخبرنا القاضي أبو بكر يوسف بن القاسم الميانجي قالا: حدثنا أبو يعلى أحمد بن علي بن المثنى الموصلي، قال: سمعت يحيى بن معين، وقيل له: أيما أحب إليك: ابن إدريس أو ابن فضيل؟ قال: ابن إدريس خير من ابن فضيل، وابن فضيل أحسنهما حديثا.
أخبرنا أبو بكر أحمد بن محمد الأشناني قال: سمعت أحمد بن محمد بن عبدوس الطرائفي يقول: سمعت عثمان بن سعيد الدارمي يقول: قلت ليحيى بن معين: فابن إدريس أحب إليك أو ابن نمير؟ فقال: كلاهما ثقتين إلا أن ابن إدريس أرفع، وهو ثقة في كل شيء.