أخبرنا البرقاني قال: قرأت على أبي القاسم بن النخاس سمعت أبا بكر بن أبي داود يقول: رأيت أبا هريرة في النوم وأنا بسجستان أصنف حديث أبي هريرة، كث اللحية، ربعة أسمر عليه ثياب غلاظ، فقلت: يا أبا هريرة إني لأحبك، فقال: أنا أول صاحب حديث كان في الدنيا، فقلت: يا أبا هريرة كم من رجل أسند عَن أبي صالح عنك؟ فقال: مائة رجل، قال ابن أبي داود: فنظرت فإذا عندي نحوها.
أخبرنا أحمد بن محمد العتيقي، قال: سمعت أبا القاسم طلحة بن محمد بن جعفر صاحب ابن مجاهد يقول: سمعت أبا بكر بن أبي داود يقول: مررت يوما بباب الطاق فإذا رجل يعبر الرؤيا، فمر به رجل فأعطاه قطعة وقال له: رأيت البارحة كأني أطالب بصداق امرأة، ولم أتزوج قط؟ فرد عليه القطعة وقال: ليس لهذه جواب. فتقدمت إليه، فقلت: خذ منه القطعة حتى أفسر له جوابها، فأخذ القطعة، فقلت للرجل: أنت تطالب بخراج أرض ليست لك، فقال: هو ذا والله معي العون.
سمعت بعض شيوخنا، وأظنه هبة الله بن الحسن الطبري، يحكي عن عيسى بن علي بن عيسى الوزير أنه كان يشير إلى مواضع في داره يقول: حدثنا أبو القاسم البغوي في ذلك الموضع، وحدثنا يحيى بن صاعد في ذلك الموضع، وحدثنا أبو بكر بن مجاهد في ذلك الموضع، وذكر غير هؤلاء أيضا فيقال له: لا نراك تذكر أبا بكر بن أبي داود؟ فيقول: ليته إذا مضينا إلى داره كان يأذن لنا في الدخول إليه، والقراءة عليه.
حدثني أحمد بن عمر بن علي القاضي بدرزيجان، قال: سمعت محمد بن عبد الله بن أيوب القطان يقول: كنت عند محمد بن جرير الطبري، فقال له رجل إن ابن أبي داود يقرأ على الناس فضائل علي بن أبي طالب، فقال ابن جرير: تكبيرة من حارس.
قلت: كان ابن أبي داود يتهم بالانحراف عن علي والميل عليه، فأخبرني علي بن أبي علي، قال: حدثنا أبو الحسن أحمد بن يوسف الأزرق، قال: سمعت أبا بكر بن أبي داود غير مرة وهو يقول: كل من بيني وبينه شيء، أو