أحمد محمد بن عبد الوهاب، قال: سمعت الخليل أبا محمد، قال: كان ابن المبارك إذا خرج إلى مكة يقول [من البسيط]:
بغض الحياة وخوف الله أخرجني وبيع نفسي بما ليست له ثمنا إني وزنت الذي يبقى ليعدله ما ليس يبقى فلا والله ما اتزنا أخبرني مُحَمد بن عَلي المُقرئ، قال: أخبرنا محمد بن عبد الله النيسابوري، قال: أخبرني أحمد بن محمد العنزي، قال: حدثنا عثمان بن سعيد الدارمي، قال: سمعت نعيم بن حماد يقول: كان ابن المبارك إذا قرأ كتاب الرقاق يصير كأنه ثور منحور، أو بقرة منحورة من البكاء، لا يجترئ أحد منا أن يدنو منه، أو يسأله عن شيء إلا دفعه.
أخبرنا أبو الطيب عبد العزيز بن علي بن محمد القرشي، قال: أخبرنا عمر بن أحمد بن هارون المقرئ، قال: حدثنا محمد بن حمدويه المروزي، قال: حدثنا أحمد بن سعيد بن مسعود المروزي، قال: حدثنا أبو حاتم الرازي، قال: سمعت عبدة بن سليمان، يعني المروزي، يقول: كنا في سرية مع عبد الله بن المبارك في بلاد الروم، فصادفنا العدو، فلما التقى الصفان خرج رجل من العدو فدعا إلى البراز، فخرج إليه رجل فقتله، ثم آخر فقتله، ثم آخر فقتله، ثم دعا إلى البراز فخرج إليه رجل فطارده ساعة فطعنه فقتله، فازدحم إليه الناس، فكنت فيمن ازدحم إليه فإذا هو يلثم وجهه بكمه فأخذت بطرف كمه فمددته فإذا هو عبد الله بن المبارك، فقال: وأنت يا أبا عمرو ممن يشنع علينا.
أخبرني ابن يعقوب، قال: أخبرنا محمد بن نعيم، قال: أخبرنا أبو العباس قاسم بن القاسم السياري، قال: حدثنا عيسى بن محمد بن عيسى،