أرادوا رسول الله ﷺ بنقص، فلم يجدوا أحدا من الأمة يتابعهم على ذلك، فتنقصوا هؤلاء عند أبناء هؤلاء، وهؤلاء عند أبناء هؤلاء، فكأنهم قالوا: رسول الله ﷺ تصحبه صحابة السوء، وما أقبح بالرجل أن يصحبه صحابة السوء، فقال: ما أراه إلا كما قلت.
أخبرنا الأزهري، قا: حدثنا أحمد بن إبراهيم. وأخبرنا علي بن أبي علي، قال: حدثنا محمد بن عبد الرحمن بن العباس وأحمد بن عبد الله الدوري قالوا: حدثنا أحمد بن سليمان الطوسي، قال: حدثنا الزبير، قال: حدثني عمي مصعب بن عبد الله قال: كان أبي يكره الولاية، فعرض عليه أمير المؤمنين هارون الرشيد ولاية المدينة، فكرهها، وأبى أن يليها، وألزمه ذلك أمير المؤمنين الرشيد، فأقام بذلك ثلاث ليال يلزمه ويأبى عليه قبولها، ثم قال له في الليلة الثالثة: اغد علي بالغداة إن شاء الله، فغدا عليه فدعا أمير المؤمنين بقناة وعمامة، فعقد اللواء بيده، ثم قال: عليك طاعة؟ قال: نعم يا أمير المؤمنين، قال: فخذ هذا اللواء، فأخذه، وقال له: أما إذ ابتليتني يا أمير المؤمنين بعد العافية، فلا بد لي من أن أشترط لنفسي. قال له: فاشترط لنفسك، فاشترط خلالا، منها: أنه قال له: مال الصدقات، مال قسمه الله بنفسه، ولم يكله إلى أحد من خلقه، فلست أستجيز أرتزق منه، ولا أن أرزق المرتزقة، فأحمل معي رزقي ورزق المرتزقة من مال الخراج، قال: قد أجبتك إلى ذلك، قال: وأنفذ من كتبك ما رأيت، وأقف عما لا أرى قال: وذلك لك. قال: فولي المدينة، وكان يأمر بمال الصدقات يصير إلى