أشتاقكم كاشتياق الأرض وابلها والأم واحدها والغائب الوطنا أبيت أطلب أبيات السلو فما ظفرت إلا ببيت شفني وعنى أستودع الله قوما ما ذكرتهم إلا تحدر من عيني ما خزنا قلت: وقد أنشدني الصوري الأبيات التي قد ضمن ابن معروف؛ منها شعره البيت الآخر؛ وهي [من البسيط]:
يا صاحبي سلا الأطلال والدمنا متى يعود إلى عسفان من ظعنا؟! إن الليالي التي كنا نسر بها أبدا تذكرها في مهجتي حزنا أستودع الله قوما ما ذكرتهم إلا تحدر من عيني ما خزنا كان الزمان بنا غرا فما برحت أيدي الحوادث حتى فطنته بنا أنشدني علي بن أبي علي، قال: أنشدني أبي، قال: أنشدني قاضي القضاة أبو محمد عبيد الله بن أحمد بن معروف لنفسه [من مجزوء الرجز]:
يا بؤس للإنسان في الـ دنيا وإن نال الأمل يعيش مكتوم العلل فيها ومكتوم الأجل بينا يرى في صحة مغتبطا قيل اعتلل وبينما يوجد فيهـ ـا ثاويا قيل انتقل فأوفر الحظ لمن يتبعه حسن العمل أخبرنا العتيقي، قال: سنة إحدى وثمانين وثلاثمائة؛ فيها توفي قاضي القضاة أبو محمد عبيد الله بن أحمد بن معروف يوم السبت لسبع خلون من صفر، وكان مولده سنة ثلاث وثلاثمائة. هكذا قال العتيقي وهو خطأ، والصواب أن مولده سنة ست، وقد ذكرنا ذلك.
قال العتيقي: وكان له في كل سنة مجلسان يجلس فيهما للحديث؛ أول يوم من المحرم وأول يوم من رجب، ولم يكن له سماع كثير، وكان مجردا في مذهب الاعتزال، وكان عفيفا نزها في القضاء لم نر مثله في نزاهته وعفته، صلى عليه في داره أبو أحمد الموسوي العلوي، وكبر عليه خمسا، ثم حمل