حدثني أبو القاسم التنوخي، قال: أراد أبي أن يخرجني إلى عكبرا لأسمع من ابن بطة كتاب معجم الصحابة تصنيف أبي القاسم البغوي؛ فجاءه أبو عبد الله بن بكير، وقال له: لا تفعل؛ فإن ابن بطة لم يسمع المعجم من البغوي؛ وذلك أن البغوي حدث به دفعتين؛ الأولى منهما قبل سنة ثلاثمائة في مجلس عام والأخرى بعد سنة ثلاثمائة في مجلس خاص لعلي بن عيسى وأولاده؛ ففي أي المرتين سمعه ابن بطة.
قلت: وفي هذا القول نظر؛ لأن محمد بن عبيد الله بن الشخير قد روى عن البغوي المعجم، وكان سماعه بعد الثلاثمائة بسنين عدة.
ولعل ابن بكير أراد بالمرتين قبل سنة عشر وثلاثمائة وبعدها، وأحسب البغوي روى المعجم قبل العشر؛ فسمعه منه ابن الشخير وغيره. ورواه بعد العشر لعلي بن عيسى وأولاده خاصة، ومما يدل على ذلك أن أبا حفص بن شاهين كان من المكثرين عن البغوي وكذلك أبو عمر بن حيويه، وأبو بكر بن شاذان، ولم يكن عند واحد منهم عنه المعجم؛ فهذا يدل على أن روايته العامة كانت قبل العشر بسنين عدة؛ فلم يسمعوا هؤلاء منه المعجم لذلك، والله أعلم.
حدثني أحمد بن الحسن بن خيرون، قال: رأيت كتاب ابن بطة بمعجم البغوي في نسخة كانت لغيره وقد حك اسم صاحبها وكتب اسمه عليها.
قال لي أبو القاسم الأزهري: ابن بطة ضعيف، ليس بحجة، وعندي عنه معجم البغوي ولا أخرج منه في الصحيح شيئا، قلت له: فكيف كان كتابه بالمعجم؟ فقال: لم نر له أصلا به وإنما دفع إلينا نسخة طرية بخط ابن شهاب فنسخنا منها وقرأنا عليه.
شاهدت عند حمزة بن محمد بن طاهر الدقاق نسخة بكتاب محمد بن