حدثني أبو القاسم عبد الواحد بن علي الأسدي، قال: حدثني الحسن بن شهاب أن ابن بطة قدم بغداد ونزل على ابن السوسنجردي فقرأ عليه أبو الحسن بن الفرات كتاب السنن لرجاء بن مرجى الحافظ، وكتبه ابن الفرات عنه، عن حفص بن عمر الأردبيلي الحافظ عن رجاء؛ فأنكر ذلك أبو الحسن الدارقطني وزعم أن حفصا ليس عنده عن رجاء وأنه يصغر عن السماع منه؛ فأبردوا بريدا إلى أردبيل، وكان ابن حفص بن عمر حيا هناك وكتبوا إليه يستخبرونه عن هذا الكتاب؛ فعاد جوابه بأن أباه لم يرو عن رجاء بن مرجى ولا رآه قط، وأن مولده كان بعد موته بسنين.
قال أبو القاسم: فتتبع ابن بطة النسخ التي كتبت عنه وغير الرواية وجعلها عن ابن الراجيان، عن فتح بن شخرف، عن رجاء.
ولما مات ابن بطة رأيت نسخته بالسنن وقد غير أول كل جزء منها وجعله رواية ابن الراجيان، عن فتح بن شخرف، عن رجاء، قال: وقال لي الحسن بن شهاب: سألت أبا عبد الله بن بطة: أسمعت من البغوي حديث علي بن الجعد؟ فقال: لا، قال أبو القاسم: وكنت قد رأيت في كتب ابن بطة نسخة بحديث علي بن الجعد قد حككها وكتب بخطه سماعه فيها؛ فذكرت ذلك لابن شهاب فعجب منه.
قال أبو القاسم: وروى ابن بطة عن أحمد بن سلمان النجاد، عن أحمد بن عبد الجبار العطاردي نحوا من مائة وخمسين حديثا؛ فأنكر ذلك عليه علي بن محمد بن ينال وأساء القول فيه، وقال ابن النجاد: لم يسمع من العطاردي شيئا حتى همت العامة أن توقع بابن ينال فاختفى، قال: وكان ابن بطة قد خرج تلك الأحاديث في تصانيفه فتتبعها وضرب على أكثرها وبقى بقيتها على حاله، قال: وابن ينال بغدادي نزل عكبرا وتعلم الخط على كبر السن، وسمع الحديث ورزقه الله من المعرفة والفهم به شيئا كثيرا.