تحمل شيئا؛ فقال: أنا رسول بنتك - يعني الجارية التي وصفتها - وهذه جاريتها، وهي تقرأ عليك السلام، وتقول: إن أمير المؤمنين أمر لي بمال وثياب هذا نصيبك منهما. فإذا المال ألف دينار، وهي تقول: لن نخليك من المواصلة بالبر. فلم تزل تتعهدني بالبر الواسع الكثير حتى كانت فتنة محمد؛ فانقطعت أخبارها عني، وأمر لي الفضل بن الربيع من ماله بعشرة آلاف درهم.
أخبرنا أبو علي محمد بن الحسين بن محمد الجازري، قال: حدثنا المعافى بن زكريا الجريري، قال: حدثنا الحسين بن القاسم الكوكبي، قال: حدثنا محمد بن القاسم بن خلاد، قال: قال الأصمعي: دخلت على جعفر بن يحيى بن خالد يوما؛ فقال لي: يا أصمعي هل لك من زوجة؟ قلت: لا، قال: فجارية؟ قلت: جارية للمهنة، قال: فهل لك أن أهب لك جارية نظيفة؟ قلت: إني لمحتاج إلى ذلك. فأمر بإخراج جارية إلى مجلسه؛ فخرجت جارية في غاية الحسن والجمال والهيئة والظرف، فقال لها: قد وهبتك لهذا، وقال: يا أصمعي خذها. فشكرته وبكت الجارية، وقالت: يا سيدي تدفعني إلى هذا الشيخ مع ما أرى من سماجته وقبيح منظره. وجزعت جزعا شديدا؛ فقال: يا أصمعي، هل لك أن أعوضك منها ألف دينار؟ قلت: ما أكره ذلك. فأمر لي بألف دينار ودخلت الجارية؛ فقال لي: يا أصمعي إني أنكرت على هذه الجارية أمرا؛ فأردت عقوبتها بك ثم رحمتها منك. قلت: أيها الأمير فهلا أعلمتني قبل ذلك؛ فإني لم آتك حتى سرحت لحيتي وأصلحت عمتي، ولو عرفت الخبر لصرت على هيئة خلقتي؛ فوالله لو رأتني كذلك لما عاودت شيئا تنكره منها أبدا ما بقيت.
أخبرنا محمد بن عبد الواحد بن علي البزاز، قال: أخبرنا محمد بن عمران المرزباني، قال: أخبرنا محمد بن العباس، قال: سمعت محمد بن