يزيد النحوي يقول: كان أبو زيد الأنصاري صاحب لغة وغريب ونحو، وكان أكثر من الأصمعي في النحو، وكان أبو عبيدة أعلم من أبي زيد والأصمعي بالأنساب والأيام والأخبار، وكان الأصمعي بحرا في اللغة لا يعرف مثله فيها وفي كثرة الرواية، وكان دون أبي زيد في النحو.
قلت: قد جمع الفضل بن الربيع بين الأصمعي وأبي عبيدة في مجلسه.
أخبرنا أبو يعلى أحمد بن عبد الواحد الوكيل، قال: أخبرنا إسماعيل بن سعيد المعدل، قال: حدثنا الحسين بن القاسم الكوكبي، قال: حدثنا أبو العيناء، قال: أخبرني الدعلجي غلام أبي نواس، قال: قيل لأبي نواس: قد أشخص أبو عبيدة والأصمعي إلى الرشيد؛ فقال: أما أبو عبيدة ف نهم إن أمكنوه من سفره قرأ عليهم أخبار الأولين والآخرين، وأما الأصمعي فبلبل يطربهم بنغماته.
أخبرنا القاضي أبو العلاء محمد بن علي الواسطي، قال: أخبرنا محمد بن جعفر التميمي، قال: أخبرنا أبو القاسم السكوني، قال: حدثنا أحمد بن أبي موسى، قال: حدثنا أبو العيناء، قال: قال الأصمعي: دخلت أنا وأبو عبيدة على الفضل بن الربيع؛ فقال: يا أصمعي كم كتابك في الخيل؟ قال: قلت: جلد، قال: فسأل أبا عبيدة عن ذلك؛ فقال: خمسون جلدا، قال: فأمر بإحضار الكتابين، قال: ثم أمر بإحضار فرس؛ فقال لأبي عبيدة: اقرأ كتابك حرفا حرفا وضع يدك على موضع موضع؛ فقال أبو عبيدة: ليس أنا بيطار إنما ذا شيء أخذته وسمعته من العرب وألفته؛ فقال لي: يا أصمعي قم فضع يدك على موضع موضع من الفرس؛ فقمت فحسرت عن ذراعي وساقي، ثم وثبت فأخذت بأذني الفرس، ثم وضعت يدي على ناصيته؛ فجعلت أقبض منه بشيء شيء؛ فأقول: هذا اسمه كذا وأنشد فيه حتى بلغت حافره، قال: فأمر لي بالفرس؛ فكنت إذا أردت أن أغيظ أبا عبيدة ركبت الفرس وأتيته.
أنبأنا الحسين بن محمد بن جعفر الرافقي، قال: أخبرنا أحمد بن