أخبرنا هلال بن محمد الحفار، قال: أخبرنا محمد بن جعفر بن محمد الأدمي المعدل، قال: حدثنا محمد بن أحمد بن البراء، قال: حدثنا عبد المنعم بن إدريس، قال: حدثنا كوثر بن حكيم، عن نافع، عن ابن عمر، قال: قال رسول الله ﷺ: يحشر الناس يوم القيامة كما ولدتهم أمهاتهم عراة حفاة غرلا. فقالت له عائشة: واسوأتاه! ينظر بعضهم إلى بعض؟! فضرب على منكبها، وقال: بنت أبي قحافة، شُغِلَ النَّاسُ يومئذ عن النظر، وسموا بأبصارهم إلى السماء، فيوقفون أربعين سنة، لا يأكلون ولا يشربون ولا يجلسون ولا يكلمون، سامين أبصارهم إلى السماء حتى يلجمهم العرق، فمنهم من يبلغ العرق قدميه، ومنهم من يبلغ العرق ساقيه، ومنهم من يبلغ فخذيه وبطنه، ومنهم من يلجمه العرق، ثم يترحم الله بعد ذلك على العباد، فيأمر الملائكة المقربين فيحملون عرش الرب ﷿، حتى يوضع في أرض بيضاء كأنها الفضة لم يسفك فيها دم حرام ولم تعمل فيها خطيئة، وذلك أول يوم نظرت عين إلى الله، ثم تقوم الملائكة حافين من حول العرش، ثم يأمر مناديا فينادي بصوت يُسمعُ الثقلين الجن والإنس، فيشرئب الناس لذلك الصوت، ثم يخرج ذلك الرجل من الموقف فيعرف الناس كلهم اسمه، ثم يأمر بحسناته أن تخرج معه فيخرج بشيء لم ير الناس مثله كثرة، ويعرف الناس تلك الحسنات، فإذا وقف بين يدي رب العالمين قال: أين أصحاب المظالم؟ فيقول له الرحمن تعالى: أظلمت فلان بن فلان في يوم كذا وكذا؟ فيقول: نعم يا رب، وذلك ﴿يَوْمَ تَشْهَدُ عَلَيْهِمْ أَلْسِنَتُهُمْ وَأَيْدِيهِمْ وَأَرْجُلُهُمْ بِمَا كَانُوا يَعْمَلُونَ﴾ فإذا فرغ من ذلك فيؤخذ من حسناته فيدفع إلى من ظلمه، وذلك يوم لا دينار ولا درهم إلا أخذ من الحسنات وتورك من السيئات، فإذا لم تبق حسنة قال من بقي: يا ربنا ما بال غيرنا استوفوا حقوقهم