للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

والدلائل، فالتفت إلي بعدما خرجنا؛ فقال: كان بيني وبين النور ستر فارتفع عني، ما ظننت أن في ملك الله مثل هذا الرجل يظهره للناس. ولزم محمد بن الحسن لزوما شديدا حتى تفقه.

أخبرنا علي بن المحسن، قال: أخبرنا طلحة بن محمد بن جعفر، قال: ولما خرج المأمون إلى فم الصلح بسبب بوران، أخرج معه يحيى بن أكثم، فاستخلف على الجانب الشرقي عيسى بن أبان أحد الفقهاء من أهل العراق، وله كتب كثيرة واحتجاج لمذهب أبي حنيفة، وكان خيرا فاضلا.

قلت: وكانت ولايته هذه في شهر رمضان سنة عشر ومائتين.

أخبرنا الأزهري، قال: أخبرنا علي بن عمر الحافظ، قال: حدثنا عبد الله بن إسحاق المعدل، قال: حدثنا الحارث بن محمد، قال: حدثنا محمد بن سعد، قال: سنة إحدى عشرة ومائتين فيها عزل إسماعيل بن حماد بن أبي حنيفة عن قضاء البصرة، ووليه عيسى بن أبان بن صدقة، وذلك يوم الثلاثاء لسبع ليال خلون من شهر ربيع الأول.

أخبرنا الصيمري، قال: أخبرنا عبد الله بن محمد الأسدي، قال: حدثنا أبو بكر الدامغاني الفقيه، قال: حدثنا أبو جعفر الطحاوي، قال: سمعت أبا خازم القاضي يقول: ما رأيت لأهل بغداد حدثا أذكى من عيسى بن أبان وبشر بن الوليد، وقال أبو خازم: كان عيسى رجلا سخيا جدا، وكان يقول: والله لو أتيت برجل يفعل في ماله كفعلي في مالي لحجرت عليه.

قال: وقدم إليه رجل محمد بن عباد المهلبي فادعى عليه أربعمائة دينار، فسأله عيسى عما ادعاه عليه فأقر له بذلك؛ فقال له الرجل: احبسه لي؛ فقال له عيسى: أما الحبس فواجب، ولكني لا أرى حبس أبي عبد الله، وأنا أقدر على فدائه من مالي، فغرمها عنه عيسى من ماله.

<<  <  ج: ص:  >  >>