يرويه، وصرحوا بتكذيبه، ورأيت الرشيد قد نحا نحوهم، ونصر قولهم، فقلت أنا: الحديث صحيح عن رسول الله ﷺ، وأبو هريرة صحيح النقل، صدوق فيما يرويه عن نبي الله وغيره، فنظر إلي الرشيد نظر مغضب، فقمت من المجلس، فانصرفت إلى منزلي، فلم ألبث حتى قيل: صاحب البريد بالباب، فدخل علي، فقال لي: أجب أمير المؤمنين إجابة مقتول، وتحنط وتكفن، فقلت: اللهم إنك تعلم أني دفعت عن صاحب نبيك، وأجللت نبيك ﷺ أن يطعن على أصحابه فسلمني منه، فأدخلت على الرشيد وهو جالس على كرسي من ذهب، حاسر عن ذراعيه، بيده السيف، وبين يديه النطع، فلما بصر بي قال لي: يا عمر بن حبيب ما تلقاني أحد من الرد والدفع لقولي بمثل ما تلقيتني به، فقلت: يا أمير المؤمنين، إن الذي قلته وجادلت عليه فيه إزراء على رسول الله ﷺ، وعلى ما جاء به، إذا كان أصحابه كذابين، فالشريعة باطلة، والفرائض والأحكام في الصيام، والصلاة، والطلاق، والنكاح، والحدود كله مردود، وغير مقبول، فرجع إلى نفسه، ثم قال لي: أحييتني يا عمر بن حبيب أحياك الله، أحييتني يا عمر بن حبيب أحياك الله، وأمر لي بعشرة آلاف درهم.
حدثني عبد العزيز بن أبي طاهر الصوفي، قال: أخبرنا تمام بن محمد بن عبد الله الرازي، قال: حدثني أبي، قال: أخبرني أبو الحسين علي بن محمد بن أبي حسان الزيادي، قال: حدثنا أبو زيد الحارث بن أحمد العبدي، قال: حدثني الحسين بن شداد، قال: كان عمر بن حبيب على قضاء الرصافة لهارون الرشيد، فاستعدى إليه رجل على عبد الصمد بن علي، فأعداه عليه، فأبى عبد الصمد أن يحضر مجلس الحكم، فختم عمر بن حبيب قمطره، وقعد في بيته، فرفع ذلك إلى هارون الرشيد فأرسل إليه، فقال: ما منعك أن تجلس للقضاء؟ فقال: أعدي على رجل فلم يحضر مجلسي، قال: ومن هو؟ قال: