عبد الصمد بن علي، فقال هارون: والله لا يأتي مجلسك إلا حافيا، قال: وكان عبد الصمد شيخا كبيرا، قال: فبسطت له اللبود من باب قصره إلى مسجد الرصافة، فجعل يمشي ويقول: أتعبني أمير المؤمنين، أتعبني أمير المؤمنين، فلما صار إلى مجلس عمر بن حبيب أراد أن يساويه في المجلس فصاح به عمر، وقال: اجلس مع خصمك، قال: فتوجه الحكم على عبد الصمد فحكم عليه وسجل به، فقال عبد الصمد: لقد حكمت علي بحكم لا يجاوز أصل أذنك، فقال عمر: أما إني قد طوقتك بطوق لا يفكه عنك الحدادون، قم.
كذا ذكر في هذا الخبر أنه كان على قضاء الرصافة، والمحفوظ أنه كان على قضاء الشرقية، والله أعلم.
أخبرني أبو عبد الله محمد بن أحمد بن موسى الشيرازي الواعظ، قال: أخبرنا أحمد بن محمد بن عمران، وأخبرنا التنوخي، قال: أخبرنا محمد بن عبد الرحيم المازني، قالا: حدثنا الحسين بن القاسم الكوكبي، قال: حدثنا أبو العباس الكديمي، قال: حدثنا عمر بن حبيب العدوي القاضي، قال: وفدت مع وفد من أهل البصرة حتى دخلنا على أمير المؤمنين المأمون، فجلسنا وكنت أصغرهم سنا، نطلب قاضيا يولى علينا بالبصرة، فبينا نحن كذلك إذ جيء برجل مقيد بالحديد، مغلولة يده إلى عنقه، فحلت يده من عنقه، ثم جيء بنطع فوضع في وسطه ومدت عنقه، وقام السياف شاهرا السيف، واستأذن أمير المؤمنين في ضرب عنقه، فأذن له، فرأيت أمرا فظيعا، فقلت في نفسي: والله لأتكلمن فلعله أن ينجو، فقمت فقلت: يا أمير المؤمنين، اسمع مقالتي، فقال لي: قل، فقلت: إن أباك حدثني، عن جدك، عن ابن عباس، عن رسول الله ﷺ، أنه قال: إذا كان يوم القيامة ينادي مناد من بطنان العرش ليقم