قلت: قوله أن أول ما كتب عبد الله بن سليمان عن محمد بن سلمة وهم، وإنما هو عن محمد بن أسلم الطوسي، وقد ذكره أبو حفص في موضع آخر على الصواب، وأوردناه في أخبار أبي بكر بن أبي داود.
حدثنا التنوخي، قال: قال لنا ابن شاهين: ولدت في صفر سنة سبع وتسعين ومائتين، وأول سماعي في سنة ثمان وثلاثمِائَة، فتفاءلت في ذلك بشيوخي النبلاء، ورجوت أن أكون مثلهم.
قلت: وكذلك أنا أول ما سمعت الحديث، وقد بلغت إحدى عشرة سنة؛ لأني ولدت في يوم الخميس لست بقين من جمادى الآخرة سنة اثنتين وتسعين وثلاثمِائَة، وأول ما سمعت في المحرم سنة ثلاث وأربعمِائَة.
أخبرنا القاضي أبو الحسين محمد بن علي بن محمد الهاشمي، قال: قال لنا أبو حفص بن شاهين: ولدت في صفر سنة سبع وتسعين ومائتين وأول ما كتبت الحديث سنة ثمان وثلاثمِائَة وصنفت ثلاثمِائَة مصنف وثلاثين مصنفا، أحدها التفسير الكبير ألف جزء، والمسند ألف وخمسمِائَة جزء، والتاريخ مِائَة وخمسين جزءا، والزهد مِائَة جزء، وأول ما حدثت بالبصرة سنة اثنتين وثلاثين وثلاثمِائَة.
سمعتُ ابن الساجي القاص يقول: سمعت من ابن شاهين شيئا كثيرا، وكان يقول: كتبت بأربعمِائَة رطلاً حبرا.
حدثنا القاضي أبو بكر محمد بن عمر بن إسماعيل الداودي، قال: سمعت أبا حفص بن شاهين يقول يوما: حسبت ما اشتريت به الحبر إلى هذا الوقت، فكان سبعماِئَة درهم. قال الداودي: وكنا نشتري الحبر أربعة أرطال بدرهم، قال: وقد مكث ابن شاهين بعد ذلك يكتب زمانا.