عن علي؟ فقال: أملاها علي سنة إحدى عشرة ومائتين، وكنا جماعة حضورا عند علي، فقلت لمحمد بن علي: كيف وهم قد سمعوها من ابن عيينة؟ فقال: الألفاظ التي فيها، ولأن عليًا إنما سمعها من ابن عيينة من كتابه.
أخبرني أبو الوليد الحسن بن محمد الدربندي، قال: أخبرنا محمد بن أحمد بن محمد بن سليمان الحافظ ببخارى، قال: سمعت أبا صالح خلف بن محمد يقول: سمعت أبا علي صالح بن محمد يقول: كان علي بن الجعد يحدث بثلاثة أحاديث لكل إنسان عن شعبة. قال: وسمعت صالحا يقول: كان عند علي بن الجعد ثلاثة أحاديث عن مالك بن أنس، قال: فسألته عن حديث، فحدثني به، ثم سألته عن الحديث الآخر، فحدثني به، ثم سألته عن الثالث، فقال لي: لا كرامة لك؛ هذه الثلاثة الأحاديث سمعتها من مالك بن أنس في ثلاثة أعوام، تريد أن تسمعها في ساعة؟ قيل لأبي علي صالح: كان يذكر فيه الخبر؟ قال: كان يقول: أخبرنا مالك، كان حدثه مالك بن أنس.
أخبرنا أبو بكر عبد الله بن علي بن حمويه الهمذاني بها، قال: أخبرنا أحمد بن عبد الرحمن الشيرازي، قال: حدثنا أبو الحسين أحمد بن محمد بن يوسف الريحاني، قال: حدثنا أبو علي الحسين بن إسماعيل الفارسي، قال: سألت عبدوس عبد الله بن محمد بن مالك بن هانئ النيسابوري عن حال علي بن الجعد، فقال: ما أعلم أني لقيت أحفظ منه، فقلت: كان يتهم بالجهم، فقال: قد قيل هذا، ولم يكن كما قالوا، إلا أن ابنه الحسن كان على قضاء بغداد، وكان يقول بقول جهم. قال عبدوس: وكان عند علي بن الجعد عن شعبة نحو من ألف ومائتي حديث، وكان قد لقي المشايخ، فزهدت فيه بسبب هذا القول، ثم ندمت بعد.