للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

بالبصرة؟ قلت: الزيادي أعلمنا بعلم الأصمعي، والمازني أعلمنا بالنحو، وهلال الرأي أفقهنا والشاذكوني من أعلمنا بالحديث، وأنا رحمك الله أنسب إلى علم القرآن، وابن الكلبي من أكتبنا للشروط، قال: فقال لكاتبه: إذا كان غد فاجمعهم إلي، قال: فجمعنا، فقال: أيكم المازني؟ قال أبو عثمان ها أنا ذا يرحمك الله، قال: هل يجزئ في كفارة الظهار عتق عبد أعور؟ فقال المازني: لست صاحب فقه رحمك الله، أنا صاحب عربية، فقال: يا زيادي كيف تكتب بين رجل وامراة خالعها على الثلث من صداقها؟ قال: ليس هذا من علمي، هذا من علم هلال الرأي، قال: يا هلال كم أسند ابن عون، عن الحسن؟ قال: ليس هذا من علمي هذا من علم الشاذكوني، قال: يا شاذكوني من قرأ: تثنوني صدورهم، قال: ليس هذا من علمي هذا من علم أبي حاتم، قال: يا أبا حاتم كيف تكتب كتابا إلى أمير المؤمنين تصف فيه خصاصة أهل البصرة وما أصابهم في الثمرة، وتسأله لهم النظر والنظرة؟ قال: لست رحمك الله صاحب بلاغة وكتابة، أنا صاحب قرآن، فقال: ما أقبح الرجل يتعاطى العلم خمسين سنة لا يعرف إلا فنا واحدا، حتى إذا سئل عن غيره لم يجل فيه ولم يمر، ولكن عالمنا بالكوفة الكسائي، لو سئل عن كل هذا لأجاب.

أخبرنا أبو محمد عبد الله بن أحمد بن عبد الله الأصبهاني، قال: حدثنا جعفر بن محمد بن نصير الخلدي، قال: حدثنا أحمد بن محمد بن مسروق، قال: حدثنا سلمة بن عاصم، قال: قال الكسائي: صليت بهارون الرشيد، فأعجبتني قراءتي، فغلطت في آية ما أخطأ فيها صبي قط، أردت أن أقول (لَعَلَّهُمْ يَرْجِعُونَ)، فقلت: لعلهم يرجعين، قال: فوالله ما اجترأ هارون أن يقول لي: أخطأت، ولكنه لما سلمت، قال لي: يا كسائي أي لغة هذه؟ قلت: يا أمير المؤمنين، قد يعثر الجواد، فقال: أما هذا فنعم.

أخبرني العتيقي، قال: حدثنا محمد بن العباس، قال: حدثنا جعفر بن

<<  <  ج: ص:  >  >>