الدوري يقول: كان أبو يوسف يقع في الكسائي ويقول: أيش يحسن؟ إنما يحسن شيئا من كلام العرب، فبلغ الكسائي ذلك، فالتقيا عند الرشيد، وكان الرشيد يعظم الكسائي لتأديبه إياه، فقال لأبي يوسف: يا يعقوب أيش تقول في رجل قال لامرأته: أنت طالق طالق طالق، قال: واحدة. قال: فإن قال لها: أنت طالق، أو طالق، أو طالق؟ قال: واحدة. قال: فإن قال لها: أنت طالق، ثم طالق، ثم طالق؟ قال: واحدة. قال: فإن قال لها: أنت طالق وطالق وطالق؟ قال: واحدة. قال: يا أمير المؤمنين أخطأ يعقوب في اثنتين وأصاب في اثنتين، أما قوله: أنت طالق طالق طالق فواحدة؛ لأن الثنتين الباقيتين تأكيد كما يقول: أنت قائم قائم قائم، وأنت كريم كريم كريم. وأما قوله: أنت طالق، أو طالق، أو طالق. فهذا شك وقعت الأولى التي تتيقن، وأما قوله طالق، ثم طالق، ثم طالق، فثلاث؛ لأنه نسق، وكذلك طالق وطالق وطالق.
أخبرني الأزهري، قال: حدثنا محمد بن العباس الخزاز، قال: حدثنا إبراهيم بن محمد بن أحمد النخشبي، قال: حدثنا العباس بن عزيز القطان المروزي، قال: حدثنا حرملة بن يحيى التجيبي، قال: سمعت محمد بن إدريس الشافعي يقول: من أراد أن يتبحر في النحو فهو عيال على الكسائي.
أخبرنا الحسين بن محمد أخو الخلال، قال: حدثنا الصاحب أبو القاسم إسماعيل بن عباد بن العباس بالري، قال: أخبرنا عبد الله بن محمد الإيجي، قال: حدثنا محمد بن الحسن الأزدي، قال: أخبرنا أبو حاتم سهل بن محمد السجستاني، قال: ورد علينا عامل من أهل الكوفة لم أر في عمال السلطان بالبصرة أبرع منه، فدخلت مسلما عليه، فقال لي: يا سجستاني من علماؤكم