غداة أحلت لابن أصرم طعنة حصين عبيطات السدائف والخمر على أي شيء رفع الخمر فأجاب الكسائي، فقال يونس: أشهد أن الذين رأسوك رأسوك باستحقاق.
حدثني الحسن بن محمد الخلال، قال: حدثنا عبيد الله بن أحمد بن يعقوب المقرئ، قال: حدثنا أحمد بن إسحاق أبو بكر الملحمي، قال: حدثني الحسين بن محمد بن فهم، قال: حدثنا القعقاع المقرئ، قال: كنت عند الكسائي فأتاه أعرابي، فقال: أنت الكسائي؟ قال: نعم، قال: كوكب ماذا؟ قال: دري، ودري، ودريء، فالدري: يشبه الدر، والدري: جار، والدريء يلتمع، قال: ما في العرب أعلم منك.
أخبرنا القاضي أبو العلاء الواسطي، قال: أخبرنا محمد جعفر التميمي، قال: حدثنا أبو علي النقار، قال: حدثنا أحمد بن فرح، قال: سمعت أبا عمر الدوري يقول: قرأت هذا الكتاب معاني الكسائي في مسجد السواقين ببغداد على أبي مسحل وعلى الطوال وعلى سلمة وجماعة، قال: فقال أبو مسحل: لو قرئ هذا الكتاب عشر مرات لاحتاج من يقرؤه أن يقرأه.
أخبرنا هلال بن المحسن، قال: أخبرنا ابن الجراح، قال: أخبرنا أبو بكر ابن الأنباري، قال: قال الفراء: لقيت الكسائي يوما فرأيته كالباكي، فقلت له: ما يبكيك؟ فقال: هذا الملك يحيى بن خالد يوجه إلي فيحضرني فيسألني عن الشيء، فإن أبطأت في الجواب لحقني منه عيب، وإن بادرت لم آمن الزلل، قال: فقلت له ممتحنا: يا أبا الحسن من يعترض عليك قل ما شئت فأنت الكسائي، فأخذ لسانه بيده، فقال: قطعه الله إذا إن قلت: ما لا أعلم.
أخبرنا القاضي أبو العلاء الواسطي، قال: أخبرنا محمد بن جعفر التميمي، قال: أخبرنا أحمد بن محمد بن الحسن بن يونس القرشي، قال: حدثنا أحمد بن فرح، قال: حدثنا أبو عمر الدوري، قال: لم يغير الكسائي شيئا من حاله مع السلطان إلا لباسه، قال: فرآه بعض علماء الكوفيين وعليه