أخبرنا مخلد بن جعفر الدقاق، قال: حدثنا محمد بن طاهر بن أبي الدميك، قال: حدثنا علي بن عبد الله المديني، قال: حدثنا الوليد بن مسلم، قال: حدثنا الأوزاعي، قال: حدثنا الزهري، قال: حدثني أنس بن مالك، قال: بينما عمر جالس في أصحابه إذ تلا هذه الأية: (فَأَنبَتْنَا فِيهَا حَبًّا)(وَعِنَبًا وَقَضْبًا)(وَزَيْتُونًا وَنَخْلاً)(وَحَدَائِقَ غُلْبًا)(وَفَاكِهَةً وَأَبًّا)، ثم قال: هذا كله قد عرفناه، فما الأب؟ قال: وفي يده عصية يضرب بها الأرض، فقال: هذا لعمر الله التكلف، فخذوا أيها الناس بما بين لكم، فاعملوا به، وما لم تعرفوه فكلوه إلى ربه.
أخبرنا أبو طالب عمر بن إبراهيم الفقيه، قال: أخبرنا عيسى بن حامد القاضي، قال: حدثنا أبو بكر أحمد بن محمد الصيدلاني، قال: حدثنا أبو بكر المروذي، قال: قلت لأبي عبد الله أحمد بن حنبل: إن علي بن المديني يحدث عن الوليد بن مسلم، عن الأوزاعي، عن الزهري، عن أنس، عن عمر: كلوه إلى خالقه. فقال أبو عبد الله: كذب؛ حدثنا الوليد بن مسلم مرتين، ما هو هكذا، إنما هو: كلوه إلى عالمه. قلت لأبي عبد الله: إن عباسا العنبري، قال: لما حدث به بالعسكر: قلت لعلي ابن المديني: إنهم قد أنكروه عليك؟ فقال: حدثتكم به بالبصرة، وذكر أن الوليد أخطأ فيه، فغضب أبو عبد الله، وقال: فنعم قد علم - يعني: علي ابن المديني - أن الوليد أخطأ فيه، فلم أراد أن يحدثهم به؟ يعطيهم الخطأ، وكذبه أبو عبد الله.
قال أبو بكر: وسمعت رجلا من أهل العسكر يقول لأبي عبد الله: علي ابن المديني يقرئك السلام فسكت.