الرشيد، قال: له وجهت لبيت قلته ورمت أن أشفعه بمثله، فامتنع القول علي، فقال: يا أمير المؤمنين، دعني حتى ترجع إلي نفسي، فإني قد تركت عيالي على حال من القلق عظيمة، ونالني من الخوف ما يتجاوز الحد والوصف، فانتظره هنية، ثم أنشده البيت [من مجزوء الوافر]:
جنان قد رأيناها ولم نر مثلها بشرا فقال العباس بن الأحنف:
يزيدك وجهها حسنا إذا ما زدته نظرا فقال له الرشيد: زدني، فقال:
إذا ما الليل مال عليك بالإظلام واعتكرا ودج فلم ترى قمرا فأبرزها ترى قمرا فقال له: الرشيد: قد ذعرناك وأفزعنا عيالك، فأقل الواجب أن نعطيك دينك، وأمر له بعشرة آلاف درهم وصرفه.
أخبرني علي بن أيوب، قال: أنشدنا أبو عبيد الله المرزباني، عن محمد بن يحيى الصولي للعباس بن الأحنف [من الطويل]:
برغمي أطيل الصد عنك وأبتلي بهجرك قلبا لم يزل فيك متعبا وما أنا في صدي بأول ذي هوى رأى بعض ما لا يشتهي فتجنبا تجنب يرتاد السلو فلم يجد له عنك في الأرض العريضة مذهبا فصار إلى أن راجع الوصل صاغرا وعاد إلى ما تشتهين وأعتبا أخبرني علي بن أيوب، قال: أخبرنا المرزباني، قال: حدثني علي بن هارون، قال: أخبرني أبي، قال: من بارع شعر العباس بن الأحنف قوله [من السريع]:
قد رق أعدائي لما حل بي فليت أحبابي كأعدائي أملت بالهجران لي راحة من جمرات بين أحشائي فازداد جهدي وبلائي بها أنا الذي استشفيت بالداء قال: وقوله [من السريع]: