عمرو: تكلم يا أبا حذيفة، فخطب فأبلغ، قال: ثم سكت، فقال عمرو: ترون لو أن ملكا من الملائكة، أو نبيا من الأنبياء كان يزيد على هذا.
وأخبرنا عبد الله، قال: حدثنا الشافعي، قال: حدثنا محمد بن بشر بن مطر، قال: حدثنا سوار بن عبد الله، قال: حدثنا الأصمعي عبد الملك بن قريب، قال: جاء عمرو بن عبيد إلى أبي عمرو بن العلاء، فقال: يا أبا عمرو، يخلف الله وعده، قال: لا، قال: أفرأيت إن وعده الله على عمل عقابا، يخلف وعده؟ فقال أبو عمرو بن العلاء: من العجمة أتيت يا أبا عثمان إن الوعد غير الوعيد، إن العرب لا تعد خلفا ولا عارا أن تعد شرا، ثم لا تفعله، ترى أن ذاك كرما وفضلا، إنما الخلف أن تعد خيرا ثم لا تفعله، قال: فأوجدني هذا في كلام العرب، قال: أما سمعت إلى قول الأول:
لا يرهب ابن العم ما عشت صولتي ولا أختبي من خشية المتهدد وإني وإن أوعدته أو وعدته لمخلف إيعادي ومنجز موعدي أخبرنا أبو نعيم الحافظ، قال: حدثنا محمد بن أحمد بن الحسن، قال: حدثنا محمد بن عثمان بن أبي شيبة، قال: حدثنا علي بن عبد الله بن جعفر المديني، قال: قال يحيى بن سعيد: كان عمرو بن عبيد يقول في حديث سمرة: ثلاث سكتات، قال يحيى: فقلت له: عن سمرة، فقال: ما يصنع بسمرة، فعل الله بسمرة، وقال علي في موضع آخر: سمعته يقول: قلت لعمرو: في حديث السكتتين عن سمرة؟ قال: ما أرجو بسمرة، فعل الله بسمرة.
أخبرنا أبو القاسم عبد الله بن أحمد بن علي السوذرجاني بأصبهان، قال: أخبرنا أبو بكر ابن المقرئ، قال: حدثنا محمد بن الحسن بن علي بن بحر، قال: حدثنا أبو حفص عمرو بن علي، قال: سمعت يحيى يقول: قلت لعمرو بن عبيد: كيف حديث الحسن عن سمرة؟ يعني: في السكتتين في التكبير، فقال: ما نصنع بسمرة، قبح الله سمرة.