للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

كان سيبويه النحوي جالسا في حلقة بالبصرة فتذاكرنا شيئا من حديث قتادة، فذكر حديثا غريبا، وقال: لم يرو هذا إلا سعيد بن أبي العروبة، فقال له بعض ولد جعفر: ما هاتان الزيادتان يا أبا بشر؟ قال: هكذا يقال؛ لأن العروبة هي الجمعة، فمن قال: عروبة، فقد أخطأ، قال ابن سلام: فذكرت ذلك ليونس، فقال: أصاب لله دره.

وقال التاريخي: حدثنا إبراهيم بن إسحاق الحربي، قال: سمعتُ ابن عائشة يقول: كنا نجلس مع سيبويه النحوي في المسجد، وكان شابا جميلا نظيفا قد تعلق من كل علم بسبب، وضرب في كل أدب بسهم، مع حداثة سنه وبراعته في النحو، فبينا نحن عنده ذات يوم إذ هبت ريح أطارت الورق، فقال لبعض أهل الحلقة: انظر أي ريح هي، وكان على منارة المسجد تمثال فرس، فنظر ثم عاد، فقال: ما يثبت الفرس على شيء، فقال سيبويه: العرب تقول في مثل هذا قد تذاءبت الريح وتذأبت، أي فعلت فعل الذئب، وذلك أن يجيء من هاهنا وهاهنا ليختل، فيتوهم الناظر أنه عدة ذئاب.

أخبرنا القاضي أبو الطيب الطبري، وأحمد بن عمر بن روح قالا: حدثنا المعافى بن زكريا، قال: حدثنا محمد بن عبد الواحد، قال: أخبرني أبو الحسن بن كيسان، قال: سهرت ليلة أدرس، قال: ثم نمت، فرأيت جماعة من الجن يتذاكرون بالفقة والحديث والحساب والنحو والشعر، قال: قلت: أفيكم علماء؟ قالوا: نعم، قال: فقلت من همي بالنحو: إلى من تميلون من النحويين؟ قالوا: إلى سيبويه، قال أبو عمر: فحدثت بها أبا موسى، وكان يغيظه لحسد كان بينهما، فقال لي: أبو موسى إنما مالوا إليه؛ لأن سيبويه من الجن.

أخبرنا القاضي أبو العلاء الواسطي، قال: أخبرنا محمد بن جعفر التميمي، قال: حدثنا أبو العباس محمد بن الحسن، قال: حدثنا ثعلب، عن سلمة، قال: لما دخل سيبويه من البصرة إلى مدينة السلام أتى حلقة الكسائي، وفيها غلمانه الفراء وهشام ونحوهما، فقال الفراء للكسائي: لا تكلمه ودعنا وإياه، فإن العامة لا تعرف ما يجري بينكما، وتغليبها بالظاهر، فدعنا وإياه

<<  <  ج: ص:  >  >>