الجنيد جنازته، فقيل: الجنيد الجنيد، فقال بعض من حضر: يهجره في حياته ويصلي عليه بعد وفاته؟ لا، والله لا يصلي عليه، فصلى عليه غيره.
قال السلمي: وسمعت بعض أصحابنا يقول: بلغني أن الجنيد لم يصل على عمرو بن عثمان المكي حين بلغه موته، وقال: إنه كان يطلب قضاء جدة.
سمعت أبا نعيم الحافظ يقول: عمرو بن عثمان أبو عبد الله المكي، من أئمة المتصوفة، قدم أصبهان فيما ذكر عبد الله بن محمد بن جعفر بن حيان سنة ست وتسعين، وتوفي بمكة بعد سنة ثلاث مِائَة، وقيل: قبل الثلاث مِائَة.
قلت: والصحيح أنه مات ببغداد قبل سنة ثلاث مِائَة.
أخبرنا ابن التوزي، قال: أخبرنا أبو عبد الرحمن السلمي في كتاب طبقات الصوفية، قال: عمرو بن عثمان بن كرب بن غصص المكي، كنيته أبو عبد الله، لقي أبا عبد الله النباجي، وصحب أبا سعيد الخزاز وغيره من القدماء، وهو عالم بعلم الأصول، وله كلام حسن، وأسند الحديث، مات ببغداد سنة إحدى وتسعين ومائتين، ويقال: سبع وتسعين، قال: والأول أصح.
أخبرنا الحيري إسماعيل بن أحمد، قال: أخبرنا أبو عبد الرحمن السلمي في كتاب تاريخ الصوفية أخبرني أحمد بن أحمد بن محمد بن الفضل إجازة، قال: مات عمرو بن عثمان المكي سنة سبع وتسعين ومائتين، قال السلمي: ويقال: سنة إحدى وتسعين ومائتين، وهذا أصح.
قلت: بل سنة سبع وتسعين أصح؛ لأن أبا محمد بن حيان ذكر قدومه أصبهان في سنة ست وتسعين، وكان ابن حيان حافظا ثبتا ضابطا متقنا.