كل شهر، قال عفان: فلما قرأ عليّ الكتاب، قال لي إسحاق بن إبراهيم: ما تقول؟ قال عفان: فقرأت عليه ﴿قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ * اللَّهُ الصَّمَدُ﴾ حتى ختمتها، فقلت: أمخلوق هذا؟ فقال لي إسحاق بن إبراهيم: يا شيخ إن أمير المؤمنين يقول: إنك إن لم تجبه إلى الذي يدعوك إليه يقطع عنك ما يجري عليك، وإن قطع عنك أمير المؤمنين قطعنا عنك نحن أيضا، فقلت له: يقول الله تعالى: ﴿وَفِي السَّمَاءِ رِزْقُكُمْ وَمَا تُوعَدُونَ﴾ قال: فسكت عني إسحاق وانصرفت، فسر بذلك أبو عبد الله ويحيى ومن حضر من أصحابنا.
أخبرنا أبو منصور محمد بن عيسى بن عبد العزيز البزاز بهمذان، قال: حدثنا أبو الفضل صالح بن أحمد التميمي الحافظ، قال: سمعت القاسم بن أبي صالح يقول: سمعت إبراهيم، يعني: ابن الحسين بن ديزيل، يقول لما دعي عفان للمحنة كنت آخذا بلجام حماره، فلما حضر عرض عليه القول فامتنع أن يجيب، فقيل له: يحبس عطاؤك، قال: وكان يعطى في كل شهر ألف درهم، فقال: ﴿وَفِي السَّمَاءِ رِزْقُكُمْ وَمَا تُوعَدُونَ﴾ قال: فلما رجع إلى داره عذلوه نساؤه ومن في داره، قال: وكان في داره نحو أربعين إنسانا، قال: فدق عليه داق الباب، فدخل عليه رجل شبهته بسمان أو زيات ومعه كيس فيه ألف درهم، فقال: يا أبا عثمان ثبتك الله كما ثبت الدين، وهذا في كل شهر.
أخبرنا القاضي أبو بكر أحمد بن الحسن بن أحمد الحرشي بنيسابور، قال: أخبرنا أبو محمد حاجب بن أحمد الطوسي، قال: حدثنا عبد الرحيم بن منيب، قال: قال عفان: اختلفت أنا وفلان إلى حماد بن سلمة سنة لا نكتب شيئا، وسألناه الإملاء، فلما أعياه دعا بنا في منزله، فقال: ويحكم تشلون