مع المراغة وعظمت حاله وقبض على ابن أبي الساج، وعاد إلى الجبل بعد الحادثة على ابن أبي الساج وتقلد همذان، ثم عاد إلى بغداد فقطن بها، وتقدم عند السلطان وعرف الرؤساء فضله وعقله، وتقلد أعمالا جليلة بالكوفة، وديار مصر والأهواز، وتقلد عامة الجبل وقطعة من السواد، وتقدم عند قاضي القضاة أبي الحسين بن أبي عمر، وسمع شهادته واستشاره في كثير من أموره، ثم ما زال على أمر جميل وفعل حميد إلى رجب سنة ثمان وثلاثين وثلاثمِائَة، فإنه تقلد قضاء القضاة، وله أخبار حسان، وعلقت عنه أشياء كثيرة، وجوابات في مسائل القرآن عجيبة، وذكر لي أن عامة كتبه بهمذان.
أخبرنا علي بن المحسن، قال: حدثنا أبي المحسن بن علي القاضي، قال: حدثنا قاضي القضاة أبو السائب عتبة بن عبيد الله بن موسى من حفظه مذاكرة في مجلسه ببغداد، قال: حدثنا أبو عثمان سعيد بن جابر الأبهري، قال: حدثنا علي بن نصر الجهضمي، قال: حدثنا محمد بن يزيد بن خنيس العابد، قال: دخلت مع سعيد بن حسان على سفيان الثوري نعوده، فقال: كيف الحديث الذي حدثتني به؟ فقلت: حدثتني أم صالح، قالت: حدثتني صفية بنت شيبة، قالت: حدثتني أم حبيبة زوج النبي ﷺ قالت: قال رسول الله ﷺ: كل كلام ابن آدم عليه إلا أمرا بمعروف أو نهيا عن منكر، أو الصلح بين الناس، قال: فقال: ما أعجب هذا الحديث، امرأة عن امرأة عن امرأة، عن النبي ﷺ قال: قلت: وما يعجبك من ذلك، وهو في كتاب الله موجود، قال الله تعالى: ﴿لا خَيْرَ فِي كَثِيرٍ مِنْ نَجْوَاهُمْ إِلا مَنْ أَمَرَ بِصَدَقَةٍ أَوْ مَعْرُوفٍ أَوْ إِصْلاحٍ بَيْنَ النَّاسِ﴾ وقال: ﴿وَالْعَصْرِ * إِنَّ الإِنْسَانَ لَفِي خُسْرٍ * إِلا الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ وَتَوَاصَوْا بِالْحَقِّ وَتَوَاصَوْا بِالصَّبْرِ﴾